قال الإمام: قال القنازعى: قال الأخفش: أنقاب المدينة: طرقها وفجاجها.
قال القاضى: قال صاحب العين: النَّقْب والنَّقَب: الطريق فى رأس الجبل. والنقب فى الحائط وغيره نقب يخلص منه إلى ما وراءه، وهذا أشبه من الأول بأن الظاهر من أبوابها وفوهات طرقها التى يدخل إليها منها، ويعضده قوله فى البخارى: " لها سبعة أبواب، على كل باب ملكان " (١). وروايتنا فيه فى حديث عمرو الناقد والحلوانى: " نقاب " بغير ألف، جمع نقب أيضاً.
وقوله: " أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته أتشكّون فى الأمر؟ فيقولون: لا، فيقتله ثم يحييه ". قال الإمام: إظهار المعجزة على يدى الكذاب لا تصح، فيقال: لم ظهرت على يدى الدجال وهو كذاب؟ فيقال: لأنه يدعى الربوبية، وأدلة الحدوث تحيل ما ادعاه وتكذبه، والنبى يدّعى النبوة وهى غير مستحيلة فى البشر، وأتى بالدليل الذى لم يعارضه شىء فصدق. وقد بسطنا الكلام على هذه المسألة فى كتابنا المترجم بقطع لسان النابح.
قال القاضى: قد تقدم قبل بيان فى هذا. وقول مَنْ قال للدجال حين قال له:
(١) البخارى، ك الحج، ب لا يدخل الدجال المدينة ٣/ ٢٨.