للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٤) باب فى إغماض الميت والدعاء له، إذا حُضر

٧ - (٩٢٠) حدّثنى زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِىُّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِى قِلَابَةَ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِى سَلَمَةَ وَقَدْ شَقَّ بَصَرُهُ، فَأَغْمَضَهُ. ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ ". فَضَجَّ نَاسٌ مِنْ أَهْلِهِ. فَقَالَ: " لا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ ". ثُمَّ قَالَ: " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَبِى سَلَمَةَ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِى

ــ

وقوله: " إن الروح إذا قبض تبعه البَصرُ " دليل أن الموت ليس بفناءٍ ولا إعدامٍ تام، وإنما هو انتقال وتغيُّر حالٍ، وإعدام الجسد دون الروح، إلا ما استثنى من عجب الذنب " (١).

وقوله فى الحديث الآخر: " يتبع بصَرُه نفسه " (٢) حجة لمن يقول: إن الروح والنفس بمعنى واحد، لذكره فى القصة أولاً الروح بما ذكر به النفس آخرًا، وقد مضى الكلام على هذا، وسيأتى مبينًّا أيضاً.

وقوله: " شَقَّ بصرُه " بفتح الشين يقال: شق بصرُ الميت وشق الميتُ بصره إذا شخص، قاله صاحب الأفعال.

وقوله فى الحديث الآخر: " شخص بصره " (٣)، وقال صاحب الأفعال: شخَصَ بالفتح ولم يعرف أبو زيد الكسر.

وقوله: " فأغمضَه " تغميض أعين الموتى سُنَّةٌ، عمل بها المسلمون كافة، وفيه (٤) تحسين وجه الميت وستر تغيير بصره. وفى الأحاديث التى ذكر مسلم عن أم سلمة تعليم ما يقال عند الميت وبعده، من الدعاء له، والذكر، والاسترجاع، وقول الخير، والدعاء لمن يخلفه، فيجبُ التأدب بأدب النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى ذلك، وامتثال ما رسمه من ذلك - عليه السلام - وعمل به، وحَض عليه. ولفظ المصيبة فى الحديث فيما يكره، وإن [كان] (٥) أصله فى كل ما يصيب من خير أو شر، لكن عرف اللغة قد قصره على الشر كالفتنة والامتحان ونحو ذلك.

وقوله: " فيقول ما أمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون " فيحمل أن يكون الأمر بها


(١) وهو فيما أخرجه البخارى فى صحيحه عن أبى هريرة، يرفعه إلى النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ويبلى كل شىء من الإنسان إلا عجب ذنبه، فيه يركبُ الخلق " ك التفسير، سورة الزمر ٦/ ١٥٨، وكذا أحمد فى المسند ٢/ ٤٩٩.
(٢) و (٣) حديث رقم (٩) بالباب التالى.
(٤) فى س: وفيها.
(٥) ساقطة من س.

<<  <  ج: ص:  >  >>