قوله:" وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة " بالرفع على النداء، والأعرف والأفصح أن تكون فى موضع نصب على الاختصاص، حكى سيبوبه: اللهم اغفر لنا أيتها العصابة. وتسميته أميناً وحق الأمانة الثقة بالشىء، ومنه ناقة أمون: أى وثيقة الخلق قد أمنت، وإن كانت الأمانة من صفات (١) غيره من الصحابة، والنبى - عليه الصلاة والسلام - خص بعضهم بصفات كانت الغالب عليهم، وكانوا بها أخص من غيرهم.
وقوله:" استشرف لها الناس ": أى تطلعوا وتعرضوا لمن يظهر اتصافه بهذه الصفة بتوجيهه معهم، وحرص كل واحد أن يكون هو. والاستشراف للشىء: التعرض له، وأصله من الارتفاع والعلو، وكأنهم رفعوا رؤوسهم لذلك، كما قال عمر فى الحديث المتقدم فى فضائل على:" فتطاولت لها ".