وقوله:" كان النبى - عليه السلام - يخرج - يعنى من المدينة - من طريق الشجرة، ويدخل من طريق المعرس، وإذا دخل مكة دخل من الثنية العليا، ويخرج من الثنية السفلى ": قيل فعله ذلك لأنه كان أسمح خروجه، كذا جاء فى الحديث، أى أسهل؛ ولأنه كان آخر أمره وداع البيت، فيأتى فى رجوعه بعد إلى أعلى مكة تكلف، وأن خروجه من هنالك لأسفلها أيسر وأسهل، وقيل: تأول فيه ما يتأول فى مخالفة الطريق فى العيد؛ ليتبرك به كل من فى طريقه، ويدعو له ويجيبهم عما يسألونه عنه، ولا يخص قوماً دون قوم، وليعمهم بدعائه، وقيل: ليغيظ المنافقين ومن فى قلبه مرض بإظهار أمر الإسلام وظهوره، وقيل: ليكثر خطاه وليكثر نوافله، وقيل غير هذا. والمعرس على ستة أميال من المدينة. وقوله:" الثنية العليا التى فى البطحاء " تفسير ذلك.
وقوله فى الحديث الآخر:" دخل من كداء من أعلى مكة ": ممدود عندهم مفتوح الكاف، وعند السمرقندى مقصور، وقول هشام بن عروة:" وكان أبى أكثر ما يدخل من كُدى " بضم الكاف مقصورُ هنا، وقيل: صوابه شدِّ الياء آخره، وكذا اختلف فى الأعلى والأسفل فى كتاب البخارى أيهما المقصور، وأيهما الممدود، وقال أبو على القالى:" كدا " ممدود غير مصروف جبل بمكة، قال الشاعر (١):