للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمر بن الحسن الهوزنى عن القاضى أبى عبد الله محمد بن أحمد الباجى عن ابن ماهان (١).

أما أبو عبد الله المازرى " صاحب المُعْلِم " فهو:

الشيخ الإمام العلامة البحر المتقن، محمد بن على بن عمر بن محمد التميمى، المازرى، أول من أبرز علم أصول الفقه بتونس، مصنف كتاب المُعْلِم، وكتاب " إيضاح المحصول فى الأصول "، وله تواليف فى الأدب، وكان أحد الأذكياء الموصوفين، والأئمة المتبحرين (٢).

أصله من مايزر - بالفتح والكسر - بجزيرة صقِليَّة على ساحل البحر، وقد وُلِد بالمهديَّةِ بتونس، وسكن بها، وبها مات فى ربيع الأول سنة ست وثلاثين وخمسمائة، وله ثلاثة وثمانون سنة (٣).

لم يكن للمالكية فى عصره أفقه منه، ولا أقوم بمذهبهم، سمع الحديث وطالع معانيه، اطلع على علوم كثيرة من الطب، والحساب، والآداب، فكان - كما وصف الذهبى - أحد رجال الكمال، وإليه كان يفزع فى الفتيا فى الفقه، وكان حسن الخلق، مليح المجالسة، كثير الحكاية والإنشاد، وكان قلمه أبلغ من لسانه (٤). كتب إليه القاضى عياض يستجيزه فأجازه كتابه " المُعْلِم " وغيره من تواليفه (٥).

وأبو طاهر السلفى هو: أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السلف، شيخ الإسلام، الحافظ المفتى، الأصبهانى حدث بدمشق، ثم خرج إلى مصر وسمع بها، واستوطن الإسكندرية، وصارت له بها وجاهة، وكان مغرى بجمع الكتب والاستكثار منها.

قال الذهبى: " روى عنه بالإجازة خلق ماتوا قبله منهم القاضى عياض " (٦)، توفى سنة ست وسبعين وخمسمائة (٧).

[أما عن قيمة تلك الأسانيد العلمية فالكلام فيها يتطلب قبلها بيان مسألتين]

الأولى: فى كيفية تحمل الجلودى لنسخته عن إبراهيم، واختلاف الناقلين عنه فيها.

الثانية: فى تحمل إبراهيم المروزى لها عن مسلم.

ففى الأولى يقول الإمام ابن الصلاح: " اختلفت النسخ فى رواية الجلودى عن


(١) هو أبو العلاء عبد الوهاب بن عيسى بن ماهان البغدادى، ثم المصرى، روى صحيح مسلم عن أبى بكر ابن الأشقر سوى ثلاثة أجزاء يرويها عن الجلودى. توفى سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة. العبر ٢/ ١٧٤، حسن المحاضرة ١/ ٣٧١.
(٢): (٤) سير ١٩/ ١٠٥.
(٥) الديباج المذهب: ٢٨.
(٦) سير ٢١/ ١٧.
(٧) السابق ٢١/ ٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>