للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٦٢ - (...) وَحَدَّثَنِيهِ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِىُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ. سَمِعْتُ جُنْدَبًا القَسْرِىَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى صَلاةَ الصُّبْحِ فَهوَ فِى ذِمَّةِ اللهِ، فَلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَىْءٍ، فَإِنَّهُ مَنْ يَطْلُبْهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَىْءٍ يُدْرِكْهُ، ثُمَّ يَكُبَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ ".

(...) وحدّثنا أَبُو بَكرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَن دَاوُدَ بْنِ أبى هِنْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جُنْدَبِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنِ النَّبِىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِهَذَا. وَلَمْ يَذْكُر: " فَيَكُبَّهُ فِى نَارِ جَهَنَّمَ ".

ــ

البخارى (١)، وقال أبو نصر الحافظ: هو علقة بن عبقر بن بجيلة، وقسر بن عبقر من بجيلة (٢).

قال القاضى: ولعل لجندب حِلفًا فى قَسْر أو سكن وجوار فنسب إليها لذلك، أو لعل بنى علقة ينسبون إلى عمهم قسر كغير واحد من القبائل نسبت بأخوة [أبيها] (٣)، إما لكثرتهم أو شهرتهم (٤).

وقوله: " من صلى الصُّبْحَ فهو فى ذمة الله ": الذمة: الضمان، وقيل: الأمان (٥).


(١) فى باب جندب: قال: كان بالكوفة ثم صار إلى البصرة، ثم خرج منها. التاريخ الكبير ١/ ٢/ ٢٢١.
(٢) قال: وأما قَسر بفتح القاف وسكون السين المهملة فهو قسر بن عبقر بن أنمار قبيلٌ من بجيلة ينسب إليها يزيد ابن أسد صاحب النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومن ولد خالد بن عبد الله القسرى أمير العراق. الإكمال ٧/ ١١٩.
(٣) من ت، ق.
(٤) قلت: وهو جندب بن عبد الله بن سفيان البجلى، ثم العلقى، قال المزى: وعلقة حى من بجيلة، يكنى أبا عبد الله، له صحبة، ينسب تارة إلى أبيه وتارة إلى جده، ويقال: جندب بن خالد بن سفيان. تهذيب الكمال ٥/ ١٣٨.
(٥) وعلى هذا فمعنى قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فلا يطلبنَّكم الله فى ذمته بشىء ". هو نهى للناس من أن يتعرضوا له بشىء، فإن فعلوا فإن الله يتهددهم. فهو من باب لا أرينك هاهنا.
والضمير فى (ذمته) يصح أن يرجع إلى " الله " أو إلى " من "، وقيل: يحتمل أن يريد بالذمة الصلاة المقتضية الأمان، والمعنى على ذلك يكون: لا تتركوا صلاة الصبح فينتقض العهد الذى بينكم وبين الله عز وجل ويطلبكم به.
وإنما خص الصبح بالذكر لما فيه من المشقة. إكمال الإكمال ٢/ ٣٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>