للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَحَدَّثَنِى بِهَا صَاحِبٌ لِى عَنْهُ.

(...) وَحَدَّثَنِى عُبَيْدِ اللهِ بْن معَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، بِهَذَا الإِسْنَادِ نَحْوَهُ. وَلَمْ يَذْكُرْ: إِنَّمَا شَكَّ شُعْبَةُ، وَمَا بَعْدَهُ.

ــ

قال الإمام: من الناس من قال: إنها ليلة من سائر السنة، لكنه قال: إنما قلت ذلك لئلا يتكل الناس. وقال غيره: بل [هى] (١) فى رمضان جل (٢) قول أهل العلم: إنها فى العشر الأواخر، وإنها فى الأفراد منها، وأحسن ما بنيت عليه الأحاديث المختلفة فى تعيينها أن يقال: إنها تختلف حالها فتكون سنة فى ليلة، وسنة فى ليلة أخرى، وكأنه أجر يكتبه الله للعامل، فيتفضل به فى ليلة وفى غيرها من السنين فى ليال أخر.

قال القاضى: وقول أبىٍّ فى أمارتها: " أن تطلع الشمس فى صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها ": يحتمل وجهين:

أحدهما: أن هذه الصفة اختصت بعلامة صبيحة الليلة التى أنبأهم النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنها ليلة القدر، وجعلها دليلاً لهم عليها فى ذلك الوقت، لا أن تلك الصفة مختصة بصبيحة كل ليلة قدر كما أعلمهم أنه يسجد فى صبيحتها فى ماء وطين (٣).

والثانى: أنها صفة خاصة لها، وقيل فى ذلك لما حجبها من أشخاص الملائكة الصاعدة إلى السماء الذى أخبر الله بتنزيلهم تلك الليلة حتى يطلع الفجر، والله أعلم. وسيأتى الكلام على أحاديث ليلة القدر فى آخر كتاب الصيام بأشبع مما تقدم، إن شاء الله تعالى.


(١) من ع.
(٢) فى الأصل: ومن، والمثبت من ع.
(٣) سيأتى إن شاء الله فى الصيام، ب فضل ليلة القدر والحث عليها، وقد أخرجه البخارى فى الصوم، ب التماس ليلة القدر فى السبع الأواخر عن أبى سعيد ٣/ ٦٠، ومالك فى الموطأ، ك الاعتكاف، ب ما جاء فى ليلة القدر، بلفظ: " صبيحها " ١/ ٣١٩، وأحمد فى المسند ٣/ ٧، ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>