للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " يَا أَبَا المُنْذِرِ، أَتَدْرِى أَىُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟ " قَالَ: قُلْتُ: {اللَّهُ لا إلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (١) قال: فَضَرَبَ فِى صَدْرِى وَقَالَ: " وَاللهِ، لِيَهْنِكَ العِلْمُ أَبَا المُنْذِرِ ".

ــ

الله عند من أجازه، منهم إسحاق بن راهويه، وغيره من العلماء والمتكلمين، وذلك راجع إلى عظم أجر قارئ ذلك وجزيل ثوابه على بعضه أكثر من سائره، وهذا مما اختلف أهل العلم فيه، فأبى ذلك الأشعرى والباقلانى وجماعة من الفقهاء وأهل العلم؛ لأن مقتضى الأفضل نقص المفضول عنه، وكلام الله لا يتبعّض (٢)، قالوا: وما ورد من ذلك بقوله: " أفضل وأعظم " لبعض الآى والسور فمعناه: عظيم وفاضل، وقيل: كانت آية الكرسى أعظم لأنها جمعت أصول الأسماء والصفات من الألوهية والحياة والوحدانية والعلم والملك والقدرة والإرادة، وهذه السبعة قالوا: هى أصول الأسماء والصفات.

وقوله لأبىّ حين أخبره بذلك، وأنها آية الكرسى: " ليهنك العلم أبا المنذر " وضربه صدره، فيه تنشيط [المعلم] (٣) لمن يعلمه إذا رآه أصاب، وتنويهه (٤) به، وسروره بما أدركه من ذلك، وفى الخبر إلقاء المعلم على أصحابه المسائل لاختبار معرفتهم، أو ليعلمهم ما لعلهم لم ينتبهوا للسؤال عنه، ويحتمل جواب أبىّ مما قد سمعه [قبل] (٥) منه - عليه السلام.


(١) البقرة: ٢٥٥.
(٢) فى س: لا يتنقص، والمثبت من الأصل، ونقلها النووى هكذا: وليس فى كلام الله نقص به ٢/ ٤٦٠.
(٣) من س.
(٤) فى الأصل: وتنويهاً، والمثبت من س.
(٥) من هامش س.

<<  <  ج: ص:  >  >>