(٣) وهو اختيار أحمد وإسحاق وأبى ثور وداود والطبرى، وهو قول الحسن وإبراهيم وعطاء، وحجتهم فى ذلك قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن الشمس والقمر آيتان من آيات اللهِ لا يخسفان لموت أحد، ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله "، قال الشافعى: فكان الذكر الذى فزِع إليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند كسوف الشمس هو الصلاة المذكورة، فكذلك خسوف القمر يجمع الصلاة عنده على حسب الصلاة عند كسوف الشمس؛ لأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد جمع بينهُما فى الذكر، ولم يخص إحداهما من الأخرى بشىء، وعرفنا كيف الصلاة عند إحداهما، فكان دليلاً على الصلاة عند الأخرى. قال أبو عمر: وهو المروى عن ابن عباس وعثمان بن عفان. التمهيد ٣/ ٣١٦. (٤) فقد جاء عن الليث بن سعد: لا يجمع فى صلاة القمر، ولكن الصلاة فيها كهيئة الصلاة فى كسوف الشمس. قال أبو عمر: وهو قول عبد العزيز بن أبى سلمة، ذكره ابن وهب عنه، وقال ذلك لقول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إذا رأيتم ذلك بهما فافزعوا إلى الصلاة ". (٥) واحتجوا لذلك بأن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما خطب الناس لأنهم قالوا: إن الشمس كُسِفَتْ لموت إبراهيم ابن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلذلك خطبهم يُعرّفهم أن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحدٍ ولا لحياته. التمهيد ٣/ ٣١٧. (٦) الهاد: هى الريح الخفيفة اللينة. (٧) فقد روى حماد بن سلمة عن قتادة عن عبد الله بن الحارث، قال: " زلزلت الأرض بالبصرة، فقال ابن عباس: والله ما أدرى، أزلزلت الأرض أم بى أرض؟ فقام بالناس، فصلى يعنى صلاة الكسوف ". التمهيد ٣/ ٣١٨.