وقوله:" ولم يكن يبالى من أى أيام الشهر صام ": لئلا تخص - والله أعلم - بمراد نبيه يومًا فيحسبه الجهلة فرضًا، كما خشى فى غير هذا، وغضب النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للذى سأله عن صومه لتكليفه إياه ما يشق عليه الجواب عنه أو يكرهه؛ لأنه وإن أعلمه بصومه فلعله يعتقد تقليله فيه والتزامه، ويُلْحَق بالفرض ما ليس منه، أو يعرفه منه بما لا يقدر عليه فتكلف من ذلك ما يشق عليه، أو يكون ذلك أقل مما يقدر من الصوم وسوغ له ما لا يلتزمه النبى - عليه السلام - لحقوق غيره فيقصّر عن فضائل كثيرة، ويعتقد أنه لا يَسُوغُ له أن يصوم أكثر مما يصومه النبى - عليه السلام.