ويسمى به النساء؛ لأنهن مُزدرع، و {أَنَّى شِئْتُم} هنا يحتمل معنى: كيف شئتم، كما جاء فى الحديث، ويحتمل: حيث؛ إذ اللفظ يحتملهما معاً. وبساط الحديث يقضى بأنه كيف، وإباحة عموم صور الحرث إلا مواضعه، وجل الناس على منعه من الطاهر والحائض، وحكى بعضهم الاتفاق على منعه من الحائض. ولأصحاب الشافعى فى هذا الوجه قولان، فمنهم من قال: إنه حلال منهما، ومنهم من فرق، والثالث مذهب الجمهور: المنع بكل حال.
وقوله:" مُجبِّيَةً "، قال الإمام: يعنى على وجهها. قال أبو عبيد فى حديث عبد الله، وذكر القيامة فقال:" ويجبون تجبية رجل واحد قياماً لرب العالمين ". والتجبية تكون فى حالتين: أحدهما: أن يضع يديه على ركبتيه وهو قائم، والوجه الآخر: أن ينكب على وجهه باركًا. قال: وهذا الوجه هو المعروف عند الناس، وقد حمله بعضهم على أنهم يخرون سجداً، فجعل السجود هو التجبية (١).
وقوله:" فى صمام واحدٍ ": أى فى جحر واحدٍ.
قال القاضى: أصل الصمام: صمام القارورة، وهو ما يُشد به فمها وثقبها.