للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عُيَيْنَةَ، قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو؛ أَنَّهُ سَمِعَ نَافِعَ بْن جُبَيْرٍ يُخْبِرُ عَنْ أَبِى شُرَيْحٍ الْخُزَاعِىِّ؛ أَنَّ النَّبِىَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُحْسن إِلى جَاره، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُل خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ ".

ــ

عنه، وإمساك لسانه إلا فى خير ينفعه، وقد قال الله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد} (١).

واختلف السلف والعلماء: هل يكتب على العبد جميع ما يتكلم به؟ [أو] (٢) إنما يكتب ما يجازى عليه من خير أو شر دون لغو الكلام، وما يعنى الإنسان منه. وإلى هذا ذهب ابن عباس وغيره فى تفسير الآية (٣).


(١) ق: ١٨.
قال الحافظ ابن كثير: أى ما يتكلم بكلمة {إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد}: أى إلا ولها من يراقبها مُعْتد لذلك يكتبها، لا يترك كلمة ولا حركة، كما قال تعالىَ: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ. كِرَامًا كَاتِبِين. يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُون} [الانفطار: ١٠ - ١٢].
(٢) فى الأصل: و، وأثبتت الهمزة ليستقيم المعنى.
(٣) والأول قول الحسن وقتادة، وهو ما يوافق ظاهر الآية، والمنقول عن ابن عباس هو أحد القولين له، فقد نقل ابن كثير ٧/ ٣٧٧ عن على بن أبى طلحة عن ابن عباس فى هذه الآية قال: يكتب كل ما تكلم به من خير أو شر، حتى إنه ليكتب قوله: أكلتُ وشربت، ذهبت، جئت، وهذا ما يوافق ظواهر بقية الأدلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>