للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

واحدهم فدَّادٌ، وهو الذى يملك من المائتين إلى الألف. قال أبو العباس: [الفدادون] (١): هم الجمَّالون والبَّقارون والحمارون والرُّعيانُ. وقال أبو عمرو (٢) فى الفدادين بتخفيف الدال، واحدهم فدَّان بتشديد الدال، وهى البقر التى يحرث بها، وأهلها أهل جفاء لبعدهم عن الأمصار والناس.

قال ابن الأنبارى: أراد فى أصحاب الفدادين، فحذف الأصحاب وأقام الفدادين مقامهم، وأنكر أبو عبيد قول أبى عمرو [هذا] (٣)، وقال: لا أرى أبا عمرو حفظ هذا، وليس [الفدادون] (٤) من هذا بشىء.

كذا جاء، وصوابه: الفدادين ولا كانت العرب تعرفها، إنما هذا للروم وأهل الشام، وإنما افتتحت الشام بعد النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولكنهم الفدَّادون بالتشديد، وهم الرجال والواحد [منهم] (٥) فداد.

قال الأصمعى: الفدَّادون [مشدّد] (٦) الذين تعلو أصواتهم فى حروثهم وأموالهم ومواشيهم من فدَّ الرجل يفدّ فديداً إذا اشتد صوته (٧).

وقوله: " أهل الوبر " يريد أهل ذات الوبر وهى الإبل.

قال القاضى: الخيلاء (٨) التكبر فى كل شىء، ومنه قول طلحة لعمر إنا لا نخول عليك. قال الهروى: أى لا نتكبر. يقال: خال الرجلُ واختال فهو خال وذو خال ومخيلة. وقال ابن دريد: الخيلاء التكبر، ولا يكون ذلك إلا مع جرّ الإزار. قال سيبويه: وزن الخيلاء فعلاء اسماً وتكسر الخاء لغة، وحكى ابن الصابونى أنه التجبُّر، والاستحقار للناس.


(١) من المعلم. ولعله يقصد بأبى العباس العبدى أحمد بن المُعذَّل، شيخ المالكية البصرى، تفقه بعبد الملك بن الماجشون، ومحمد بن مسلمة، وكان من بحور الفقه، صاحب تصانيف وفصاحة وبيان. قال الذهبى: لم أجد له وفاة ١١/ ٥١٩.
(٢) فى ت: عمر، والمثبت من الأصل والمعلم. وهو الحافظ الإمام الرحال أبو عمرو محمد بن أحمد بن إسحاق النيسابورى النحوى، سمع أبا يعلى الموصلى، وابن قتيبة وابن خزيمة - وهو الذى لقبه بالصغير - توفى سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. سير ١٦/ ٤٩.
(٣) من المعلم.
(٤) فى المعلم: وعلى ذلك فقول القاضى: كذا جاء وصوابه الفدادين، لعله كان فى نسخة غير التى وقعت لنا على الصواب، والحمد لله رب العالمين.
(٥) و (٦) من المعلم.
(٧) جاء فى اللسان: الفديد: الصوتُ، وقيل: شدَّته، وقيل: الفديدُ والفدفدة صوت كالحفيف، فدَّ يَفدُّ فَدًّا وفديداً، وفدفَد، إذا اشتد صوته، ورجلٌ فدَّادٌ: شديد الصوت، جافى الكلام.
(٨) زيد بعدها فى ق: التأور، والتأور هو نفار الإبل فى السهل، وكذلك الوحش.

<<  <  ج: ص:  >  >>