سعد بمكة، فأرسله. ورواه هشام عن محمد عن حميد نحوه. وقد أدخل هذه الآثار كلها مسلم.
قال القاضى - رحمه الله -: وأرى مسلمًا أدخل هذه الروايات ليبين الخلاف فيها، وهى وشبهها عندى من العلل التى وعد بذكرها فى مواضعها، وظنّ ظانون أنه يأتى - بها مفردة فقالوا: توفى قبل تأليفها. وقد بسطنا هذا صدر الكتاب، ولم يدرك أحدٌ من ولد سعد النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويدل عليه قوله فى الحديث:" ولا يرثنى إلّا ابنة لى " وذلك فى حجة الوداع آخر مدة النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهذا الحديث وإن لم يذكر فى بعض طرقهم سماعهم عن سعد ذلك، فهو محمول على المسند لروايتهم عنه غير هذا على أصلهم فى ذلك، وما قدمه مسلم صدر الكتاب وذكر فى الباب: نا محمد بن مثنى، نا عبد الأعلى، قال: نا هشام. وكذا لجمهور شيوخنا. وفى بعض النسخ: نا " ابن عبد الأعلى " مكان " عبد الأعلى السماحى " بسين مهملة، أبو محمد. وقيل: أبو همام. وقاله مسلم.
وقوله فى حديث ابن عباس: لو أن الناس غضوا من الثلث إلى الربع، فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:" الثلث والثلث كبير أو كثير ": مما استدل ابن عباس استدل غيره باستحباب النقص من الثلث لقوله: " كثير " وقوله: " غضوا " بالغين المعجمة: نقصوا، أى نقصوا منه جزءًا.