وقوله فى حديث عدى بن حاتم:" أن رجلاً سأله مائة درهم، فقال: تسالنى مائة درهم وأنا ابن حاتم؟ والله لا أعطيك " الحديث. معنى قوله عندى:" وأنا ابن حاتم ": أى عرفت بالجود وورثته، ولا يمكننى رد سائل إلا لعذر. وقد سأله ويعلم أنه ليس عنده ما يعطيه حينئذٍ، فكأنه أراد أن يبخله؛ فلهذا قال له:" والله لا أعطيك "، إذا لم يعذره إذ أعلمه أنه ليس عنده شىء. وهذا الذى تأولناه يشهد له الحديث الآخر: أنه " سأله عن نفقة وثمن خادم، فقال له: ليس عندى ما أعطيك إلا درعى ومغفرى فأكْتب إلى أهلى أن يعطوكها ".
وقوله فى الحديث الآخر:" لك أربعمائة فى عطائى " إذ لم يكن عنده ما يعطيه فلم يرضَ، فغضب عدى وقال:" والله لا أعطيك " الحديث. فهذا يدل أن قوله:" وأنا ابن حاتم " أى لا أمنع ذلك من بخل لما عرفت به من الجود، والله أعلم.