ابتداء عند مبارزة مرحب هذا؛ لأنه كان رأى فى المنام أن مرحبًا يقتله سبع وكان على - رضى الله عنه - سمى أول ما ولد أسدًا وسبعاً. وحيدرة: الأسد فارتجز بذلك لينبه على المنام ويذكره به حتى تضعف منته ويخاف.
وقوله:" أو فيهم بالصاع كيل السندرة ": معناه: أقتلهم قتلاً واسعًا؛ لأن السندرة مكيال واسع، وقيل: السندرة: العجلة، فيكون معناه على هذا: اقتلهم قتلاً عاجلاً. قال القتبى: ويحتمل أن يكون مكيالاً اتخذ من السندرة، وهى شجرة يعمل منها النبل والقسى.
قال القاضى: قال صاحب العين: كيل السندرة: ضرب من الكيل غراف جزاف؛ وإنما سمى على - رضى الله عنه - عند ولادته أسدًا باسم جده لأمه أسد بن هاشم بن عبد مناف، سمته أمه فاطمة بنت أسد بذلك على اسم أبيها، فكان أبو طالب غائباً حينئذ، فلما قدم سماه علياً، فهو الذى أراد. وعبر بحيدرة عن أسد، فهو من أسماء الأسد، سمى بذلك لغلظه. والحادر: الغليظ، يريد: أنا السبع فى جرأته، والأسد فى إقدامة، وبه سمتنى أمى.
قال القاضى: وبقى من الغريب فى حديث سلمة - مما لم يذكره - قوله:" اخترطت سيفى": معناه: سللته.