وقيل: بل دليله أنه يحرم الجنة جملة بأنه إن حرم شربها وهو فى الجنة، عالم بمنعه لذتها الحقة حزن وغم، والجنة لا حزن فيها ولا غم، وإن كان لم يعلم بذلك ولم يخطر بباله فلا عقوبة فى هذا أيضاً. ومعنى هذا عند هذا القائل أن يُحبس عن الجنة ويحرمها مدة ما كما جاء فى غير حديث فى العقاب: لم يُرْح رائحة الجنة، ولم يدخل الجنة. فيكون عقابه منعه من الالتذاذ تلك المدة، ويكون إما من أصحاب الأعراف وأهل البرزخ، وإما أن يحرم الجنة بالكلية، فليس مذهب أهل السنة فى أصحاب الذنوب، ويقول الأولون: لا يقول: إن فى ذلك كله عليه حسرة، ولا يكون بتنسيتها إياه أو ترك شهوتها عقوبة، وإنما هو نقص نعيم ومباينة لغيره ممن تم نعيمه، كما اختلفت درجاتهم ومنازلهم فيها دون نقص ولا غم على أحد منهم، ولا تطلع نفس وحسرة على ما مالت.