للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَدِى مَعَ يَدِهَا ".

(...) وحدّثناه إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الحَنْظَلِىُّ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِى حُذَيْفَةَ الأَرْحَبِىِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ،

ــ

أن يكون على ظاهره، وأنه يصيب منه إذا لم يسم عليه، (١) ويحتمل أن يكون استحلاله له استحسانه له لرفع البركة منه إذا لم يسمّ عليه [الله] (٢)، وهذا مثل الحديث الآخر: " إذا دخل الرجل بيته فذكر اسم الله عند دخوله وطعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء ".

وقد اختلف فى معنى ما جاء فى الآثار من أكل الشيطان وشربه، فجعله الأكثر من أصحاب الحديث والفقهاء وغيرهم على الحقيقة؛ إذ قد جاء بذلك آثار كثيرة متظاهرة، وليس ثم ما يحيله ويمنعه، ولا للأقيسة والعقول فيها مجال. وهم وإن كان ليس منهم أجسام لطيفة روحانية، فلا يبعد أن يكون لهم ببعض الأغذية إلام من لطيف لرطوبتها أو روايحها، [فقد جاء فى الحديث: " من بات وفى يده غمر فأصابه شىء، فلا يلومن إلا نفسه] (٣) فقد قيل: وقد يكون له طعام يختص به من الأنجاس والأقذار، ويشارك الناس فيما نبهت الآثار عليه من الروائح والطعام والأرواث، وما لم يذكر اسم الله عليه وبات غير مغطى، وما أكل بالشمال، ونحوه. وقيل: بل هذا كله على الاستعارة والمجاز، وأن معنى ذلك أنه من أمر الشيطان وموافقته وإغوائه؛ ليبعد فاعله عن امتثال السنة، ومخالفة أمر النبى - عليه السلام - ونهيه، وليضر المسلمين من ذلك بما عليه من رفع بركة طعامهم بترك التسمية عليه، والمخالفة للسنة.

وقد قيل: إن أكلهم شمُّ واسترواح؛ إذ المضغ والبلع لذوات الأجسام والأمعاء وآلات الأكل، وقد جاء فى الآثار: أن منهم ذوات أجسام وجنان، ومنهم جنان البيوت، ومثل هذا يتهيأ منه الأكل والشرب المعلوم، وإن كانت تلك [جميع] (٤) خليقتهم الأصلية، أو فى الوقت الذى يصورهم الله فيها بتلك الصورة - والله أعلم. وروى عن وهب بن منبه قال: هم أجناس: فخالص الجن لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناكحون، هم ريح، ومنهم أجناس يأكلون ويشربون ويتناكحون ويتوالدون، ومنهم السعالى والغيلان والقبطارية.


(١) سقط من الأصل، والمثبت من ح.
(٢) ساقطة من ح.
(٣) الحديث أخرجه الترمذى، ك الأطعمة، ب ما جاء فى كراهية البيتوتة وفى يده ريح غمر ٤/ ٢٨٩ برقم (١٨٥٩، ١٨٦٠) وقال: حديث حسن، وكذا الحاكم فى المستدرك ٤/ ١٣٧، والبيهقى فى الكبرى ٧/ ٢٧٦.
وقال فى النهاية: الغمر بالتشريك: الدسم والزهومة من اللحم كالوضر من السمن. وهذه العبارة ساقطة من س، والمثبت من ح.
(٤) من الأصل، وساقطة من ح.

<<  <  ج: ص:  >  >>