للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

فى النبيذين أو فيما يكون منهما ينبذ، وفيه مشاركة المهدى له من حضر، أى فيما [يكون] (١) قصد به من هدية وإكرام، وقبول الأفاضل ذلك واستعمالهم ممن يعرف صحة قصده فى ذلك، ومناولة الفضلاء، وتواضع الأجلاء ومجالستهم الضعفاء والأعراب وأهل البوادى، [أبيض] (٢) إلى مجلس كان أولى به، وإن جاء من هو أفضل منه أن يعرف له قدره، ويوسع له أو يجلسه مكانه، على ما جاء فى الحديث، وسيأتى الكلام على هذا إن شاء الله وقد يحتمل أن يكون هذا الأعرابى من زعماء القبائل الذين كانوا يتسابقون على الإسلام؛ فلذلك - أيضاً - تمكن من النبى - عليه السلام - وجلس منه هذا المجلس، ولم يسبقه أحد إليه، وقد قال - عليه السلام -: " ليلينى منكم أولو الأحلام والنهى " (٣).

قال بعضهم: وفيه دليل على أن من قدم إليه شىء مما يأكله أو يشربه، ولم يعرف هو مكسب مقدمه، أنه لا يلزمه السؤال من حيث كان لما لم يسأل هذا وهذا لا حجة فى ظاهره وإن كان صحيح المعنى، لأنه قد فسر فى حديث أنس أنه حلبه من شاة لهم وشاة بما من يبدأهم والأظهر أن تلك بمرائى من النبى - عليه السلام.


(١) ساقطة من ح.
(٢) فى ح: وأن من سبق. وهو الأصح.
(٣) أبو داود، ك الصلاة، ب ما يستحب أن يلى الإمام فى الصف وكراهية التأخير ١/ ١٥٦، الترمذى، ك الصلاة، ب ما جاء: " ليلينى منكم أولو الأحلام والنهى " ١/ ٤٤٢ (٢٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>