للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(...) وحدّثناه ابْنُ أَبِى عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِى فَرْوَةَ الْجُهَنِىِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُكَيْمٍ يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ حُذَيْفَةَ بِالْمَدَائِنِ. فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِي الْحَدِيثِ: " يَوْمَ القِيَامَةِ ".

(...) وحدّثنى عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ العُلاءِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى نَجِيحٍ - أَوَّلاً - عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِى لَيْلَى، عَنْ حُذَيْفَةَ، ثَمَّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ - سَمِعَهُ مِنِ ابْنِ أَبِى لَيْلَى - عَنْ حُذَيْفَةَ، ثُمَّ حَدَّثَنَا أَبُو فَرْوَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُكَيْمٍ، فَظَنَنْتُ أَنَّ ابْنَ أَبِى لَيْلَى إِنَّمَا سَمِعَهُ مِنِ ابْنِ عُكَيْمٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ حُذَيْفَةَ بِالْمَدَائِنِ. فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَلَمْ يَقُلْ: " يَوْمَ القِيَامَةِ ".

ــ

النثرة، وكان النساء يصنعنه لأزواجهن من الأرجوان الأحمر، ومن الديباج على سروجهم وكان من مراكب العجم والأرجوان: الصوف، بفتح الهمزة وضم الجيم. وقال الحربى عن ابن الأعرابى: هو كمدفقة (١) تتخذ [بصفة الشرح] (٢). وقال غيره هى: أغشية السروج من الحرير. وقال النضر: هى مرفقة محشوة ريشاً، أو قطن ويبسطه الرجل، وقيل: هى سروج من الديباج.

قال بعضهم: وجه النهى عنهما إن لم يكن حريراً حماية للذريعة أو يتشبه لراميها أنها حرير، وفى النهى عنهما النهى عن افتراش الحرير.

ورمى حذيفة للدهقان بإناء الفضة، وذكر علته فى الحديث: أنه كان نهاه أن يسقيه به، ولذلك عاقبه إذ غاظه ذلك من فعله بعد نهيه عنه. والدهقان: فارسى معرب، وهم زعماء القرى من العجم والفرس.

قال [أبو عبد] (٣): يقال: دِهْقَان ودُهْقَان بالكسر والضم، ويحتمل إن سمى من جمع المال أو صبه وملأ الأوعية منه، يقال: دهقت الماء إدهاقاً ودهقته: إذا أفرغته إفراغاً، ودهق لى دهقة من المال: أعطانيه، وأدهقت الإناء: ملأته، قال الله تعالى: {وَكَأْسًا دِهَاقًا} (٤) أى ملأى. فقد يكون اسم الدهقان من هذا، قال الشاعر:

دهقانة تسجد الملوك لها يجبى ... إليها الخراج فى الجرب

أو يكون من اللين. والدهقة لين الطعام والدهقنة؛ لأنهم يلينون طعامهم وعيشهم لسعة أحوالهم، أو يكون دهقنة الطعام ولينه مشتقاً من اسمهم؛ إذ هى عادتهم - والله


(١) فى ح: كالمرفقة.
(٢) هكذا فى ز، وفى ح: كصفة السرج. انظر: المشارق ص ٢٧٩، الإعلام بفوائد الأحكام ص ٢٢٩.
(٣) فى ح: أبو عبيدة.
(٤) النبأ: ٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>