للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ وِسَادَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الَّتِى يَتَّكِئ عَليْهَا - مِنْ أَدَمٍ، حَشْوُهَا لِيفٌ.

٣٨ - (...) وَحَدَّثَنِى عَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِىُّ، أَخْبَرَنَا عَلِىُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ. قَالتْ: إِنَّمَا كَانَ فِرَاشُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الَّذِى يَنَامُ عَلَيْهِ - أَدَمًا، حَشْوُهُ لِيْفٌ.

(...) وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ. ح وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، كِلاهُمَا عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَقَالا: ضِجَاعُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فِى حَدِيثِ أَبِى مُعَاوِيَةَ: يَنَامُ عَليْهِ.

ــ

لإثبات هذه السنة من لباس ما هذه صفته من المروط. والمرط: كساء من صوف [مربع، يجمع مرط ومروط. قال ابن الأعرابى وأبو زيد هو: الإزار. قال الخليل: هو كساء من صوف] (١) أو خز أو كتان. قال الخطابى: هو كساء يؤتزر به. وقال النضر: لا يكون المرط إلا درعاً وهو من خز أخضر، ولا يسمى المرط إلا الأخضر، ولا يلبسه إلا النساء، وما جاء فى الحديث من قوله: " من شعر أسود ". وتمام الحديث بعد هذا من إدخال على وفاطمة وابنيهما فيه ودعائه لهم (٢)، وهذا مما يصحح أنه كساء لا إزار.

قال الإمام: " مرط مرحل " بالحاء: أى موشى، سمى بذلك؛ لأن عليه تصاوير الرحال. وجمعها المراحل ومنه الحديث: " حتى يبنى الناس بيوتاً يوشونها وشى المراحل " (٣)، ويروى: " المراجل " بالجيم أيضاً، ويقال لذلك العمل: الترجيل.

قال القاضى: المرجل، بالجيم: الذى عليه تصاوير الرجال. [قيل: الذى عليه تصاوير المراجل وهى القدور، ومنه قيل: " مرط مرجل "] (٤) على الإضافة. وقال الخطابى: المرجل الذى فيه خطوط (٥).

وقوله: " كان وساد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذى يتكئ عليه من أدم، حشوها ليف "، وفى الحديث الآخر: " كان فراش رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [وضجاع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] (٦) الذى ينام عليه أدم، حشوه ليف ": وهما بمعنى. فيه جواز اتخاذ الوسائد والاتكاء عليها والارتفاق بها، واتخاذ الفراش للنوم محشواً، واستعمال الأدم وهى الجلود فى [كل] (٧) ذلك.


(١) سقط من ح.
(٢) معالم السنن ٤/ ٣١٥.
(٣) البخارى فى الأدب المفرد، حديث رقم (٧٧٧).
(٤) سقط من ح.
(٥) معالم السنن ٤/ ٣١٥.
(٦) زائدة من س.
(٧) ساقطة من س، والمثبت من ح.

<<  <  ج: ص:  >  >>