للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بقويهم من ضعيفهم، ذا دين متين، وخلق حسن، وصيانة، من أجل من لقيناه " (١).

وقد أخذه عنه بقراءته عليه فى مدينة مرسية (٢)، حدثهم به عن أبى العباس أحمد ابن عمر العذرى الدلائى.

استشهد - رضى الله عنه - فى ملحمة قتندة بثغر الأندلس فى ربيع الأول سنة أربع عشرة وخمسمائة (٣).

٣ - أبو بحر سفيان بن العاصى الأسدى، الفقيه النحوى، الراوية. قال فيه القاضى: " أحد المتفننين المتقنين للكتب، المتسعى الرواية " (٤).

أصله من حصن مربيطر (٥)، نشأ ببلنسية، وسمع أبا العباس الدلائى، وأبا عمر ابن عبد البر، والقاضى أبا الوليد الباجى، وأجازه أبو مكتوم عيسى بن أبى ذر الهروى.

روى عنه ابن بشكوال، وأبو الوليد الدباغ فيمن رووا عنه وهم كثير.

توفى فى جمادى الآخرة سنة عشرين وخمسمائة.

وقد أخذ عنه القاضى صحيح مسلم سماعاً بقرطبة (٦). حدثه به - هو والصدفى - عن أبى العباس العذرى عن أبى العباس أحمد بن الحسن الرازى، عن أبى أحمد محمد ابن عيسى الجلودى، عن إبراهيم بن سفيان المروزى عن مسلم.

وحدثه به - أبو بحر - من روايته عن الشيخ أبى الليث نصر بن الحسن الشاشى السمرقندى، عن أبى الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسى عن الجلودى.

قال فيه القاضى: كان شيخ فقهاء وقته بشرق الأندلس، وأحفظهم للمذهب - مذهب مالك - مع المعرفة لكتاب الله، والتفنن فى المعارف، والمشاركة فى علومه.

سمع أباه، وأبا القاسم الطرابلسى، وأبا الوليد الباجى وابن سعدون القروى، ولقى فقهاء طليطلة، وقرطبة، وحج فسمع بمكة من أبى عبد الله الطبرى كتاب مسلم.

توفى - رحمه الله - بمرسية سنة ست وعشرين وخمسمائة، ومولده سنة سبع


(١) الغنية: ١٢٩، وانظر: سير ١٩/ ٣٧٦.
(٢) ومما أخذه عن غيره البخارى، ومند الشهاب، والجامع للترمذى، والشمائل، والإلزامات والتتبع، والجرح والتعديل للباجى، والعلل، والمؤتلف والمختلف للدارقطنى والسنن له، وغير ذلك.
(٣) سير ١٩/ ٣٧٨.
(٤) الغنية: ٢٠٥.
(٥) قال ياقوت: مدينة بالأندلس، بينها وبين بلنسية أربعة فراسخ. معجم البلدان ٥/ ٩٩.
(٦) ومما أخذه عنه بها كتاب " المشاهد وسيرة رسول الله " لابن هشام، وشيوخ البخارى للجرجانى، جميعاً عن أبى العباسى الدلائى عن أبى العباس الرازى، و " الموطأ " لمالك بأكثر من إسناد و " بهجة المجالس " لابن عبد البر. الغنية: ٢٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>