للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦ - القاضى أبى عبد الله محمد بن عيسى التميمى، مفتى سبتة، وصفه القاضى بأنه أجل شيوخه بها ومقدم فقهائها (١).

سمع بقرطبة الجيانى، وابن الطلاع (٢)، والعبسى (٣)، وأبى القاسم بن الباجى، وكان كثير الكتب، حافظاً عارفاً بالفقه، من أعقل أهل زمانه وأفضلهم وأسمتهم، تام الفضل، كامل المروءة، بعيد الصيت عند الخاصة والعامة. توفى فى جمادى الآخرة سنة خمس وخمسمائة.

حدثه به بقراءته عليه وسماعه منه بفوات لبعضه عن أبى العباس أحمد بن عمر العذرى إجازة منه له، وعن الحافظ أبى على الجيانى سماعاً عن أبى العباس العذرى عن أبى العباس الرازى بسماعه من الجلودى بسماع الجلودى من إبراهيم بن سفيان بسماعه من مسلم بن الحجاج (٤).

وبسماع الجيانى من أبى القاسم حاتم بن محمد الطرابلسى، بسماعه من أبى سعيد السجزى بسماع السجزى من الجلودى (٥).

وقد كتب إليه أبو على الجيانى بالإجازة أيضاً بهذا السند، وبإسناد آخر قال له فيه: " وحدثنى به أيضاً حاتم بن محمد عن عبد الملك بن الحسن الصقلى، عن أبى بكر محمد بن إبراهيم الكسائى عن ابن سفيان " (٦).

تلك هى أسانيده لرواية إبراهيم بن سفيان المروزى، وهى نسخة الجلودى. وهذه النسخة هى أوثق النسخ لصحيح مسلم لكون الجلودى رواه عن مسلم موصولاً عن أبى إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان، فروايته هى المعتمدة المشهورة (٧).

يقول الإمام أبى عمرو بن الصلاح: " هذا الكتاب - يعنى الصحيح لمسلم - مع شهرته التامة صارت روايته بإسناد متصل بمسلمٍ مقصورة على أبى إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان " (٨).

والجلودى هو محمد بن عيسى بن عمرويه، أبو أحمد النيسابورى الجلودى الزاهد (٩).

قال الحاكم فى تاريخه: " كان يورّقُ بالأجرة، ويأكل من كسب يده، وكان


(١) الغنية: ٢٨.
(٢) قيد فى السير: ومحمد بن فرج الطلاعى ١٩/ ٢٦٦.
(٣) أبو الحسن على بن خلف، سمع من القضاعى كتاب الشهاب. وعليه عوَّل الناس. مات سنة (٤٩٨). الصلة ٢/ ٤٢٣.
(٤) و (٥) السابق: ٣٥.
(٦) المقدمة وسترد إن شاء الله قريباً.
(٧) صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط: ٨١.
(٨) السابق: ١٠٣.
(٩) عن سير أعلام النبلاء ١٦/ ٣٠٢، تاريخ الإسلام ٣/ ٤٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>