للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خَلِيلُ الله ".

٧ - (...) حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ. ح وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ. ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، كُلُّهُمْ عَنِ الأَعْمَشِ.

ــ

ثم اختلف المتكلمون أيهما أرفع درجة المحبة أو الخلة؟ أو هما سواء ومفترقان؟ فذهبت طائفة إلى أنهما بمعنى واحد، وأن الحبيب لا يكون إلا خليلاً، والخليل لا يكون إلا حبيباً. وقال بعضهم: درجة المحبة أرفع، ويحتج بالحديث المتقدم من قوله: " وأنا حبيب الرحمن "، وانما درجة نبينا - عليه الصلاة والسلام - أرفع من درجة الخليل وسائر الأنبياء.

وقيل: درجة الخلة أرفع، وقد ثبت لنبينا - عليه الصلاة والسلام - بالحديث الأول ونفاها عن بقيته (١) مع غير الله، وقد أثبت المحبة من خديجة وعائشة وأبيها، ولأسامة وأبيه، وفاطمة وابنيها، وغيرهم. وقال: " اتبعونى يحببكم الله ". وفى حديث: " على يحبه الله " (٢).

ومحبة الله لعبده: تمكينه من سعادته وعصمته وتوفيقه وتسيير ألطافه لهدايته وإضافة (٣) رحمته عليه، هذه مبادئها، وغايتها كشف الحجب عن قلبه حتى يراه ببصيرته، فيكون كما قال فى الحديث الآخر: " فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به، وبصره الذى يبصر به، ولسانه الذى ينطق به " (٤)، ومعنى هذا ما جاء فى حديث عائشة فى صفته - عليه الصلاة والسلام -: " كان خلقه القرآن، يسخط بسخطه ويرضى برضاه " (٥)، وعبر عنه الشاعر فقال:

فإذا ما نطقت كنت حديثى ... وإذا ما سكت كنت الخليلا

وقوله: " ولكن أخوة الإسلام ": كذا رواية العذرى، ولغيره: " إخوة "، وكذلك اختلف فيه رواة البخارى (٦)، ورواه بعضهم: " خلة "، وهذا اللفظ لم نجده فى كلام العرب، ولا من تكلم عليه من الشارحين وخرج له نحوها، والذى عندى - إن صحت الرواية -: ولم يكن مغيره من أخوه، وأن الألف سقطت فى اللفظ لما نقلت حركتها على


(١) فى ح: نفسه.
(٢) سيأتى فى حديث رقم (٣٢) من هذا الكتاب.
(٣) فى ح: إفاضة.
(٤) البخارى، ك الرقاق، ب التواضع ٨/ ١٣١.
(٥) أحمد ٦/ ١٩ عن عائشة.
(٦) البخارى، ك فضائل الصحابة، ب قول النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سدوا الأبواب إلا باب أبى بكر " ٥/ ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>