للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(...) وَحَدَّثَنِيهِ حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرِاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِى، عَنْ أَبِيهِ، أَخْبَرَنِى مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ؛ أَنَّ أَبَاهُ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ أَخْبَرهُ؛ أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَتْهُ فِى شَىْءٍ، فَأَمَرَهَا بِأَمْرٍ. بِمِثْلِ حَدِيثِ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى.

١١ - (٢٣٨٧) حدّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِىِّ، عَنْ عُرْوةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لِى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِى مَرَضِهِ: " ادْعِى لِى أَبَا بَكْرٍ، وَأَخَاكِ، حَتَّى أَكْتُبَ كِتَابًا. فَإِنِّى أَخَافُ أَنْ يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ وَيَقُولَ قَائِلٌ: أَنَا أَوْلَى، وَيَأَبَى الله وَالْمُؤْمِنُونَ إِلا أَبَا بَكْرٍ ".

ــ

المسلمين، وتقديمه على الجميع، وعدم النص فى الإشارة لغيره جملة واحدة.

ولا حجة فيه للنص عليه؛ لأنه أمرٌ هم به ولم يفعله، ودعوته لأخيها لكتاب الكتاب بذلك - والله أعلم. ومثله فى [كتاب] (١) البخارى:: " لقد هممت أن أوجه إلى أبى بكر وابنه وأعهد "، وفى رواية أبى ذر الهروى: " أو ابنه " مكان " أبيه ". وقال بعضهم: هو الصواب، وما فى كتاب مسلم مما لا اختلاف فيه مما قدمناه بين الصواب فى غيره، وإنما صوب ذلك وأنكر ذكر ابنه؛ إذ لم يفهم المراد بإحضاره، وقد بينه فى هذا الكتاب بقوله: " حتى أكتب كتاباً " مع إتيانه - عليه الصلاة والسلام - حينئذ متعذر عليه، أو غير ممكن إذ كان فى مرضه - عليه السلام - وتخلفه عن حضور الجماعة، والصلاة بالناس، والدور على أزواجه فكيف لغيره؟!

وقوله: " فإنى أخاف أن يتمنى متمن ": يريد الخلافة.

وقوله: " ويقول قائل: أنا أولى " كذا للهوزنِى، وبعضهم عن ابن ماهان، وعند أبى العباس الدلائى: " أنَّى ولاه " بتشديد النون، بمعنى كيف. وعند السمرقندى والسجزى: " أنا ولى " بتخفيف النون. وعند الطبرى: " أنا ولا ". والأول أولى، إنى أنا أولى بالأمر. وأما الدعوى بذلك وتقديم النبى لمن لم يقدم ولا يليق بأحد منهم.

وقوله حتى (٢) سأل: " من أصبح اليوم صائماً؟ "، " ومن اتبع اليوم جنازة؟ "، " ومن أطعم اليوم مسكيناً؟ " وقول أبى بكر فى جميعه: أنا، فقال - عليه الصلاة والسلام -: " ما اجتمعن فى امرئ إلا دخل الجنة ": معناه - والله أعلم -: دون


(١) فى ح: رواية.
(٢) فى ح: حين.

<<  <  ج: ص:  >  >>