وقول عمر فى قوله - عليه الصلاة والسلام -: " لأعطين الراية غداً رجلاً يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله ": فتساورت لها رجاء أن أدعى لها، بمعنى: تطاولت، وفى الرواية الأخرى: أى حرصت على ذلك حتى أظهرت وجهى وتصديت لذلك؛ ليتذكر مكانى فأعطاها، كما قال:" رجاء أن أدعى لها ". وكما قال:" فما أحببت الإمارة إلا يومئذ "؛ وذلك للوصف الذى وصف به من يعطاها من حبه الله ورسوله وحبهما له، وهذه من أعظم فضائل على وأكرم مناقبه. [السورة](١): البطش، والمشاورة: المواثبة أيضاً، كأنه استعجل الدعاء لها و [أعطاها إياه، وتصدى له وأشرف له بمعنى.
وقوله:" امش ولا تلتفت حتى] (٢) يفتح الله عليك ": حض على التقدم وترك التأنى، ويكون الالتفات هنا من نظر العين يمنة ويسرة، وقد يكون على وجهه مبالغة فى التقدم، ويدل عليه قوله:" فصار على فوقف فلم يلتفت ". فيه التزام أوامره - عليه السلام - والأخذ بظاهرها ما أمكن ولم يصرفها عنه صارف، أو لقصر فحوى كلام علم من المتكلم به. وقد يكون:" لا يلتفت " هنا بمعنى: لا ينصرف. يقال: التفت: إذا