للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أصحابنا وغيرهم: إنهم جماعة قريش كلها، أو بنو قصى، على ما قدمناه فى كتاب الزكاة وشرحناه.

وقوله فى كتاب الله: " هو حبل الله ": أى عهده الذى يعتصم به، وقيل فى قوله: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} (١) أى بعهده. قال أبو عبيد: هو القرآن، وترك الفرقة. ومنه قول عبد الله: عليك بحبل الله، فإنه كتابه، ويكون - أيضاً - بمعنى عهده هنا، أى أمانته من عذابه. ومنه قوله: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاس} (٢) أى عهد وأمان، ويكون الحبل هنا بمعنى: السبب الموصِّل إليه، أى إلى طاعته ورضاه ورحمته، استعارة من الحبل المعروف للتوصل إلى استقاء الماء، والصعود تجاه النخل وغير ذلك من المنافع.

ويكون - أيضاً - تسمية القرآن حبل الله، أى نوره الذى هدى به، كما قال فى الحديث بعده: " فيه الهدى والنور "، وكما قال تعالى: {وَأَنزَلْنَا إلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا} (٣). وقد جاء الحديث الآخر: " كتاب الله حبل ممدود بين السماء والأرض " (٤)، والعرب تسمى كل مستطيل حبلاً، وكل نور ممتد حبلاً، قال الله تعالى: {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْر} (٥).

وقوله: " ليس يا زيد نساؤه من أهل بيته ": قال فى حديث زهير بن حرب: " نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة "، وفى حديث محمد بن بكار: " [قال] (٦): لا، وايم الله " ثم قال:! أهل بيته أصله وعصبته "، وهذا هو المعروف فى الأحاديث غيرها، أنه لم يجد نساءه من أهل بيته، وقد يرجع معنى الحديث الأول إلى هذا، أى نساؤه من أهل بيته الذين يساكنونه، ثم قال: " لكن أهل بيته المراد بقوله: " أهل بيته ": من حرم الصدقة، ونساؤه ليس منهم. وفيه حجة مثل ما تقدم على تخصيص تحريم الصدقة لبنى هاشم إذ كان فى نسائه جماعة قرشيات، فلم يجعلهم ممن حرم عليهم الصدقة.


(١) آل عمران: ١٠٣.
(٢) آل عمران: ١١٢.
(٣) النساء: ١٧٤.
(٤) ذكر فى كنز العمال برقم (٩٢٣)، وعزاه لابن أبى شيبة، وتفسير الطبرى ٤/ ٢١.
(٥) البقرة: ١٨٧.
(٦) فى هامش ح.

<<  <  ج: ص:  >  >>