للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثَكِلْتُ بُنَيَّتِى إِنْ لَمْ تَرَوْهَا ... تُثِيرُ النَّقْعَ مِنْ كَنَفَىْ كَدَاءِ

يُبَاَرِينَ الأَعِنَّةَ مُصْعِدَاتٍ ... عَلَى أَكْتَافِهَا الأَسَلُ الظِّمَاءُ

تَظَلُّ جِيَادُنَا مُتَمَطِّرَاتٍ ... تُلَطِّمُهُنَّ بِالْخُمُرِ النِّسَاءُ

فَإِنْ أعْرَضْتُمُو عَنَّا اعْتَمَرْنَا ... وَكَانَ الْفَتْحُ وَانْكَشَفَ الْغِطَاءُ

ــ

ومباراة صلابة أضراسها وقوة رؤوسها لصلابته، كما قال: وخيل تهلك اللجماء. وقد تكون مباراتها لها فى انعطافها لينها وصبورها. ووقع فى رواية ابن الحذاء: " مبارين الأسنة " وهى الرماح. فإن صحت هذه الرواية بمعناها أنهن يضاهين قوامها واعتدالها وعلو هوادجها.

وقوله: " مصعدات ": أى مقبلات إليكم متوجهات، يقال: يصعد فى الأرض: إذا ذهب مبتدياً للذهاب، ولا يقال ذلك فى الرجوع. ومنه: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلَى أَحَد} (١)، أما فى صعود الجبل فيقال: صعد وأصعد، ووقع فى بعض الروايات: " مصغيات "، وله وجه من الإصغاء والاستماع، أى إنها لحدة نفوسها مستمعة، والخيل توصف بذلك، وفى المثل: أسمع من فرس. وقد جاء بهذا اللفظ فى شعر كعب بن مالك:

ينازعن الأعنة مصغيات ... إذانادى إلى الفزع المنادى

وقوله:

على أكتافها الأسل الظماء

الأسل: الرماح، ومعنى الظماء هنا: الرقاق. واللدنة. [كما سموها ذو إبل، يقال: عير ظمى، أى رقيقة الخفر، ووجه ظمآن: قليل اللحم والماء، وأصله من الظماء، وهو العطش، فكانت هذه لقلة مائها عاطشة.

وقد يكون مراده بالأسل الظماء هاهنا: العاطشة بدماء الأعادى، وهذا مما استعمله العرب فى الرماح والسيوف، كما قال:

وقد نهلت منا المنفقة بالشمر] (٢).

ووقع فى بعض الروايات: الأسد الظما: [أى الرجال المشبهون بالأسد الظما] (٣) إلى دمائكم.

وقوله: " متمطرات ": أى سراع يسابق بعضها بعض.

وقوله:

تلطمهن بالخمر النساء


(١) آل عمران: ١٥٣.
(٢) و (٣) من ح.

<<  <  ج: ص:  >  >>