للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢١٣ - (٢٥٣٤) حدّثنى يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِى بِشْرٍ. ح وَحَدَّثَنِى إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيق، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ أُمَّتِى الْقَرْنُ الَّذِينَ بُعِثْتُ فِيهِمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ "، وَاللهُ أَعْلَمُ اذَكَرَ الثَّالِثَ أَمْ لا؟ قَالَ: " ثُمَّ يَخْلُفُ قَوْمٌ يُحِبُّونَ السَّمَانَةَ، يَشْهَدُونَ قَبْلَ أَنْ يُسْثَشْهَدُوا ".

ــ

والثانى: ما بقيت نفس رأت من رآه، ثم كذلك. وقال غير واحد: القرن: كل طبقتين مقترنتن فى وقت. وقيل ذلك لأهل كل مدة بعث فيها نبى طالت أو قصرت. واشتقاقه من الاقتران.

واختلف فى لفظ " القرن "، وذكر فيه الحربى الاختلاف من عشر سنين إلى مائة وعشرين، ثم قال: وليس منه شىء واضح. وأربى القرن: كل أمة هلكت فلم يبق منها أحد. والحسن وغيره يقول: القرن عشر سنين. وقتادة يقول: سبعون، ونحوه عن على ابن أبى طالب. وغيرهما يقول: ستون. وعن زرارة بن أوفى: فهو مائة وعشرون سنة، وقيل: ثمانون، وقيل: أربعون، وهو قول النخعى، وحكى هذان القولان أيضاً عن الحسن. وقيل: مائة سنة، وذكر عن عبد الملك بن عمير وقال ابن الأعرابى: القرن الوقت من الزمان. قال غيره: لأنه يقرن أمة بأمة.

وقوله: " ثم يتخلف بعدهم خلف "، وفى الرواية الأخرى: " يخلف ": أى يأتون بعدهم. والخلف: ما صار عوضاً عن غيره، بفتح اللام فى الخير والشر، وأما بسكون اللام ففى الشر خاصة، قال الله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ} (١) وقد قيل فيهما بالوجهين أيضاً.

وقوله: " تبدر شهادة أحدهم يمينه، وتبدر يمينه شهادته ": أى تسبق [كما] (٢) جاء فى الحديث الآخر. احتج به من يبطل الشهادة إذا حلف معها، وهو الذى فى كتاب ابن شعبان، ولا يعرف فى غيره. والجمهور على أن ذلك غير قادح فيها، وهو قول مالك وسائر من يروى عنه العلم، وقد قال تعالى: {أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي} (٣)، ومثل هذا كثير فى القرآن والحديث.

وأما قوله فى الحديث الآخر: " يحبون الشهادة "، ويروى: " السمانة " وكلاهما صحيح، فقد جاء الوصفان فى الحديث.

وقوله: " يفشو فيهم السمن "، وقوله: " يشهدون قبل أن يستشهدوا ": احتج به من


(١) مريم: ٥٩.
(٢) فى هامش ح.
(٣) يونس: ٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>