للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٥٥ - (٢٦٣٦) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَأَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ - وَاللَّفْظُ لِأَبِى بَكْرٍ - قَالُوا: حَدَّثَنَا حَفْصٌ - يَعْنُونَ ابْنَ غِيَاثٍ. ح وحَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا أَبِى، عَنْ جَدِّهِ، طَلْقِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِى زُرْعَةَ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: أَتَتْ امْرَأَةٌ النَّبِىَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَبِىٍّ لَهَا. فَقَالَتْ: يَا نَبِىَّ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ لَهُ، فَلَقَدْ دَفَنْتُ ثَلَاثَةً. قَالَ: " دَفَنْتِ ثَلَاثَةً ". قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: " لَقَدْ

ــ

يحلف ليفعلن كذا بأنه يبوء (١) بالقليل، وهو خلاف مذهب مالك.

وأما قوله: " لم يبلغوا الحنث ": قيل: معناه: قبل أن يبلغوا فيكتب عليهم الإثم.

وقوله: قلت لأبى هريرة إنه قد مات لى اثنان، فما أنت محدثى عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحديث تطيب به أنفسنا عن موتانا. قال: نعم " صغارهم دعاميص الجنة " قال الإمام: أما أطفال المؤمنين الذين لم يبلغوا الحلم فأولاد الأنبياء صلوات الله عليهم منهم، قد تقرر الإجماع على أنهم فى الجنة، وكذلك جمهور العلماء على أن أولاد من سواهم من المؤمنين فى الجنة، وبعضهم ينكر الخلاف فى ذلك ويتعلقون بظاهر القرآن، وما ورد فى بعض الأخبار، وقال عزّ من قائل: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} (٢)، وبعض المتكلمين يقف فيهم ولا يرى نصاً قاطعاً مقطوعاً به ورد بكونهم فى الجنة ولم يثبت عنده الإجماع فيقول به.

وقوله: " دعاميص الجنة ": قال: الدعاميص دابة الماء.

قال القاضى: سيأتى بقية الكلام فى الأطفال بعد هذا ما سيبقى منه، والخلاف فى أولاد المشركين. وهذا الباب ليس من العمليات التى يلزم التعويل فيها على أخبار الآحاد والظواهر وغلبات الظنون والقطع فيها متعذر، ولا يبعد فى دليل العقل على مذهب أهل السنة رحمة الله لجميعهم حتى مؤمنيهم وكافريهم، وتنعيم جميعهم فى الجنة وما شاء من ذلك، وإنما يفسر هذا التجويز والقول على مذاهب أهل البدع فى تحكيم العقول فى هذه الأبواب، وتعويلهم على التحسين والتقبيح والتعديل والتجويز والصلاح والأصلح، وحكمهم على الله بآدابهم فى سلطانه وقدرته ومشيئته وحكمته وطمعهم فى مشاركته فى علم قدره وغيبه.

وقوله: " فيأخذ بثوبه كما آخذ بصنفة ثوبك ": وصنفة الثوب: طرفه.

وقوله: " فلا يتناهى - أو قال: ينتهى - حتى يدخله الله وأبويه الجنة " أى ما يترك ذلك، يقال: انتهى وتناهى وأنهى بمعنى.


(١) فى المعلم: يبرأ.
(٢) الطور: ٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>