للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وقوله: " إنه وتر يحب الوتر ". الوتر: الفرد، ومعناه فى حق الله: الواحد الذى لا شريك له ولا نظير، فهو وتر وجميع الخلق شفع.

وقوله: " يحب الوتر ": قيل: معناه فضل الوتر فى الفرد (١) على الشفع فى أسمائه ليكون أدل على معنى الوحدانية فى صفاته. وقيل: يحتمل أن يكون معناه منصرفاً إلى صفَة مَنْ يعبد الله بالوحدانية والتفرد على سبيل (٢) الإخلاص {وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (٣) ويحتمل أن يكون معناه: أنه يأمر ويفضل الوتر فى الأعمال وكثير من الطاعات، كما جعل الصلوات خمساً (٤) وترًا، وشرعت أعداد الطهارات والاستطابة وأكفان الميت ونصب الزكاة (٥) فى (٦) الخمس أواق والخمسة أوسق ونصب الإبل، وأكثر نصب الغنم وأول نصب البقر وترًا فى العقود، وخلق كثير من مخلوقاته على عدد الوتر من السماوات والأرض والبحور والذرارى وعدد الأيام فى الجمعة والسنة وعدد عقدها فى الشهر، وكثير من هذا الباب لسر من أسرار غيبه فى ذلك - والله أعلم.


(١) فى ح: العدد.
(٢) فى ح: سبب.
(٣) الكهف: ١١٠.
(٤) فى ح: الخمس.
(٥) فى ح: الزكوات.
(٦) فى ح: من.

<<  <  ج: ص:  >  >>