وعلى قراءة ابن عباس فالمعنى كما ذكر القتبى، وذلك موافق لقوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ} [إبراهيم: ٣٣] أى لا يفتران ولا يقفان إلى يوم القيامة. السابق، وانظر: تفسير الطبرى ٢٣/ ٥. (١) و (٢) الكهف: ٨٦. والقراءتان مشهورتان - كما قال ابن جرير - فأيهما قرأ القارئ فهو مصيب. قلت: وقد نسب أبو حيان فى البحر المحيط القراءة الأولى. " حامية " إلى عبد الله، وطلحة بن عبيد الله، وعمرو بن العاص، وابن عمر، وعبد الله بن عمرو، ومعاوية، والحسن، وزيد بن على، وابن عامر، وحمزة، والكسائى، وقال (حامية) بالياء، أى حارة. وأما القراءة الثانية: {حمئة}، فقد نسبها أبو حيان إلى ابن عباس، وباقى السبعة، وشيبة، وابن أبى ليلى، وحميد، وابن جبير الأنطاكى، قال: والزُّهرى يلين الهمزة. قال الحافظ ابن كثير: " ولا منافاة بين معنييهما، إذ قد تكون حارة لمجاورتها وهج الشمس عند غروبها، وملاقاتها الشعاع بلا حائل، وحمئة فى ماء وطين أسود، كما قال كعب الأحبار وغيره ". تفسير القرآن العظيم ٥/ ١٨٨. وقول كعب هو من قولهم: حمئت البئر تحمأ حمأ فهى حمئة، أى خالطت ماءها الحَمْأة، وهى الطين الأسود. (٣) الذاريات: ٣٣، ٣٤.