وقوله: - عليه السلام -: " إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده " الحديث، معناه عند أهل العلم: لا يكون كسرى بالعراق ولا قيصر بالشام، كما كان زمنه - عليه السلام - فأعلم بانقصام ملكهما وزواله من هذين القطرين. فكان ما قال، وانقطع أمر كسرى بالكلية وتمزق ملكه واضمحل بدعوته - عليه السلام. وتخلى قيصر عن الشام، ورجع القهقرى إلى داخل بلاده وقواعدها من قسطنطينية (١) ورومية، وافتتحت بلادهما واحتوى على ملكهما وكنوزهما كما أخبر - عليه السلام.
وقوله: " كنز كسرى الذى فى الأبيض ": إشارة - والله أعلم - إلى قصوره ودار ملكه. وفى كسرى الوجهان الفتح فى الكاف وهومذهب الأصمعى، والكسر وهو مذهب غيره.
(١) ويقال: قسطنطينة بإسقاط ياء النسب. كان اسمها بيزنطية فنزلها قسطنطين الأكبر وبنى عليها سوراً فسماها بامسه، وصارت دار ملك الروم، واسمها الحالى: استانبول عاصمة تركيا، ولها خليج من البحر يطوف بها من وجهين مما يلى الشرق والشمال، وجانبهما الغربى والجنوبى فى البر كما فى الحديث. انظر: مراصد الاطلاع ٣/ ١٩٢.