للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُمْتَلِئًا شَبَابًا، فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ رَمْيَةَ الْغَرَضِ، ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ، يَضْحَكُ. فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ الله الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِىَّ دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ، وَاضِعًا كَفَّيهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأطَأَ رَأَسَهُ قَطَرَ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّر مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤ. فَلاَ يَحِلُّ لِكافِر يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلاَّ مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِى حَيْثُ يَنْتَهِى طَرْفُهُ، فَيَطْلَبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ، فَيَقْتلُهُ. ثُمَّ يَأتِى عِيسَى

ــ

عند الأوقات المعروفة فى غيره من الأيام.

وقوله: " فتروح عليهم سارحتهم "، قال الإمام: السارحة هى الماشية، التى تسرح بالغداة إلى مراعيها. قال خالد بن جنبة: السارحة: الإبل والغنم، والسرح والسارحة واحد.

قال القاضى: قال صاحب العين: السرح: ما يغدى به ويراح من السائمة.

وقوله: " أطول ما كانت ذرى ": أى أعالى أسنمه.

وقوله: " وأسبغه ضروعاً ". أى أطوله لكثرة اللبن.

وقوله: " وأمده خواصر ": أى لكثرة امتلائها من الشبع.

وقوله: " فيصبحون ممحلين ": أى أصابهم المحل.

وقوله: " فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل "، قال الإمام: هى فحول النحل. وفى الحديث: " ضرب يعسوب الدين بذنبه " [كذا] (١) رئيس الدين، وسيد الدين [هاهنا الجماعات. ولم يرد أمير النحل] (٢) ومعناه: فارق أهل الفتنة. وفى حديث آخر: " هذا يعسوب قريش " أى سيدها.

قال القاضى: الذى ذكره، هو قول لابن قتيبة، وبعض أهل اللغة أن اليعسوب أمير النحل [خاصة] (٣) ولا ذكورها، لكنه كنى بذلك عن الجماعة؛ لأن أميرها متى طار تبعته جماعة. وتقدم الكلام على قوله: " أسبغه ضروعاً، وأمده خواصر "، ومعنى " أسبغه ": أى أكمل [وأعظم] (٤) لكثرة لبنها، وكذلك: " أمده خواصر " لكثرة شبعها.

وقوله: " فقطعه جزلتين " بفتح الجيم، أى قطعتين. وحكاه ابن دريد بكسر الجيم.

وقوله: " رمية الغرض ": قيل: يجعل بين الجزلتين بمقدار رمية الغرض (٥). وعندى أن رمية الغرض هنا بمعنى التقديم على قوله: " يقطعه جزلتين " وبعد قوله: " فيضربه بالسيف " أى كأنه قال: فيضربه بالسيف ليقسمه فيصيبه إصابة رمية الغرض فيقطعه جزلتين، فاختصر


(١) فى ح: أراد.
(٢) سقط من ح.
(٣) فى ح: المراد.
(٤) من ح.
(٥) فى ح: غرض.

<<  <  ج: ص:  >  >>