وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه: " أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة ": قصد به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تبشير آحاد الأمة بدخولها؛ لأن ظن الواحد بدخولها مع كثرة داخليها من الأمة أجدر من ظنه دخولها مع قلة داخلها منه. ذكره الأبى. ولم يخبرهم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنهم النصف ابتداءً؛ لأن التدريج أوقع فى النفس وأبلغ فى الإكرام، لأن الإعطاء مرةً بعد أخرى دليلُ الاعتناء بالمعطى، أو لتتكرر منهم عبادة الشكر، ولا يبعد أن يكون قد أوحى إليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالزيادة، يدل عليه قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعدها: " وسأخبركم عن ذلك " وهى عبارة توجيهية لكونهم الشطر. قال السنوسى: فإن قلت: لا يتوجه به، بل يبعده؛ لأنهم إذا كانوا كالشعرة المذكورة فكيف يكونون الشطر؟ ثم أجاب بقول الأبى: أسقط الراوى فى هذا الطريق ما يتم به التوجيه، وهو قوله فى الآخر: " لا يدخلُ الجنة إلا المؤمنون " وهم من المؤمنين الشطر.