للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠٧ - (...) حدّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِى ابْنَ زَيْدٍ - عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّان. ح وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى عَرُوبةَ، جَمِيعًا عَنْ أَبِى مَعْشَرٍ. ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ مُغِيرَةَ. ح وَحَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِىٍّ عَنْ مَهْدِىِّ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ وَاصِلٍ الأحْدَب. ح وَحَدَّثَنِى ابْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا إسْرَائِيلُ عَنْ مَنْصُورٍ وَمُغِيرَةَ، كُلُّ هَؤلاءِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ فِى حَتِّ الْمَنِىِّ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَحْوَ حَدِيثِ خَالِدٍ عَنْ أَبِى مَعْشَرٍ.

(...) وحدّثنى مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ عَائِشَةَ. بِنَحْوِ حَدِيثِهِمْ.

١٠٨ - (٢٨٩) حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: سَأَلْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ عَنِ الْمَنِىِّ يُصِيبُ ثَوْبَ الرَّجُلِ، أيَغْسِلُهُ أمْ يَغْسِلُ

ــ

نجاستِه إِلا الشافعى (١) وأصحاب الحديث فقالوا بظاهره، وحجتُهم ظاهِرُ فرك عائشة له، وقد فسَّرته بأمرها بالغسل والنضح، وبالخبر الذى ذكره عنها مسلمٌ: " أن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يغسِل المنىَّ " وفى الحديث الآخر: " كُنْتُ أغسِلُه من ثوب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، ويتأول الفرك والحك بالظفر الوارد فى الحديث لإزالة العين وتقشير ما يبس منه كما قالت فى الحديث الآخر: " من ثوب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يابسًا بظفرى " (٢).

وفائدته إزالة عينه قبل الغسل لئلا ينتشِر ببلله عد الغسل فى الثوب بدليل الحديث الآخر من قوله للحائض يُصيبُ ثوبَها الدم: " تحتُّه ثُم تقرُضُه بالماءِ "، ولله درُّ مسلم وإدخاله هذا الحديث بأثر أحاديث المنى، فهو كالتفسير للفرك وفائدته، وأما احتجاج المخالف بأنَّ المنىَّ أصلٌ للخلق كالتراب وأن منه تخلَّق الأنبياء، فلا حجة فى هذا، لأن ما يخلق منه الأنبياء لا كلام لنا فيه، وإنما كلامنا فى منىٍّ فاسدٍ حصَل فى ثوب أو جسدٍ يُقطَعُ على أنه لا يخلقُ منه أحدٌ، وأيضًا فليس كل ما هو بدء الخلق طاهِرٌ والمضغةُ والعلقةُ غيرُ طاهر عندنا إذا أسقطت باتفاق، وهى أصل الخلق للأنبياء، وكذلك أيضًا ننازعهم فى فرك عائشة المنى من ثوبه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إن سلمنا لهم الحجة به، بأن منيهُ وسائِرَ فضوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندهم طاهِرَةٌ على أحد القولين.


(١) الأم ١/ ٥٥ - ٥٧.
(٢) سيأتى برقم (١٠٩) بالباب.

<<  <  ج: ص:  >  >>