للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(...) حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنّى وَابْنُ بَشارٍ، قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. ح وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِى قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، بِهَذَا الإِسْنَادِ.

قَالَ ابْنُ المُثَنَّى فِى حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا الحَكَمُ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ يُحدِّثُ.

٢٣ - (٣٠٦) وحدّثنى مُحَمَّدُ بْنُ أَبِى بَكْرٍ الْمُقَدَّمِىُّ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالا: حَدَّثَنَا يَحْيَى - وَهُوَ ابْنُ سَعِيدٍ - عَنْ عُبَيْدِ اللهِ. ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَة وَابْنُ نُمَيْرٍ - وَاللَّفْظُ لَهُمَا - قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: حَدَّثَنَا أَبِى. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ - قَالا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّ عُمَرَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَرْقُدُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ؟

ــ

واختلف فى تعليله، فقيل: يبيت على إحدى الطهارتين خشية أن يموت فى منامه، وقيل: بل لعله أن ينشط إلى الغُسْل إذا نال الماءُ أعضاءه.

ويجرى الخلاف فى وضوء الحائض قبل أن تنام على الخلاف فى هذا التعليل، فمن عَلل بالمبيت على إحدى الطهارتين جاء منه أنها تتوضأ.

قال القاضى: ظاهر مذهب مالكٍ أنه ليس بواجبٍ وإنما هو مُرَغَّبٌ فيه، وابن حبيب يرى وجوبه (١)، وهو مذهب داود (٢)، وقد اختلفت الآثار عن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى ذلك (٣)، وقد روى عنه أنه كان ينامُ جُنباً ولا يمس ماءً (٤)، وحديث عائشةُ: أن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان


(١) و (٢) قال فى التمهيد: وأما من أوجبه من أهل الظاهر فلا معنى للاشتغال بقوله لشذوذه؛ ولأن الفرائض لا تثبت إِلا بيقين ١٧/ ٤٤.
(٣) من هذا حديث الزُّهرى وغيره، أما حديث الزهرى فهو له من طريقين، أحدهما: عن أبى سلمة عن عائشة، والآخر: عن عروة عن عائشة، قال ابن عبد البر: فمن أصحاب الزهرى من يرويه عن أبى سلمة عن عائشة، قالت: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أراد أن ينام - وهو جنب - توضأ وضوءه للصلاة، وبعضهم يقول فيه عن الزهرى عن أبى سلمة عن عائشة قالت: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة، وإذا أراد أن يأكل أويشرب يغسل يديه ثم يأكل أو يشرب إن شاء.
قال: وقال بعضهم عنه فى حديثه عن عروة، عن عائشة قالت: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أراد أن يأكل وهو جنب توضأ. وقال بعضهم عنه عن عروة عن عائشة قالت: كان النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أراد أن يأكل وهو جنب غسل كفيه.
ومنه حديث سفيان عن الزهرى عن أبى سلمة عن عائشة: أن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة. أبو داود فى سننه، ك الطهارة.
وعن يونس عن الزهرى فيما أخرجه النسائى عن أبى سلمة عن عائشة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ، وإذا أراد أن يأكل غسل يديه. راجع: التمهيد ١٧/ ٣٨ - ٤٠.
(٤) من ذلك ما رواه أبو إسحاق عن الأسود عن عائشة قالت: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينام وهو جنب، ولا يمسُّ ماءً. مالك فى الموطأ برواية محمد بن الحسن، وانظر التمهيد ١٧/ ٤٠.
وهذا الحديث وحديث أبى داود عن عمار بن ياسر: " أن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رخَّص للجنب إذا أكل أو شَرِب =

<<  <  ج: ص:  >  >>