للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِلهَ إِلا اللهُ. أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ ". ثُمَّ يَعُودُ فَيَقُولُ: " أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلا اللهُ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلا الله. أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، أَشْهَدُ أَنَّ

ــ

رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أولى. وذهب أهل الحديث أحمدُ وإسحاقُ [ابن راهويه] (١) والطبرى وداود إلى التخيير فى الفعلين، على أصلهم فى الأحاديث إذا صحت واختَلفَت ولم يُعرَف المتأخِّرُ من المتقدم، أنها للتوسعة والتغيير، وقد ذكر نحوٌ من هذا عن مالك (٢).

ولم يذكر مسلم فى رواية رفع الصوت ولا خَفضِه، وقد اختلفت الرواية فيه عن أبى محذورة فى غير كتاب مسلم فى مصنف أبى داود وغيره من رواية ابنه عبد الملك: " أمره برفع الصوت فى التكبير وخفضه فى التَشَهدَيْنِ (٣)، ثم يرفَعُه فى الترجيع بالشهادتين "، ومن رواية مُحيَرْيز لم يذكر خفض الصوت ولا رفْعَه ولكن قال فى الترجيع: " ثم ارجع فَمُدَّ من صوتك " (٤)، فظاهره أن الحال فى التكبير والتشهدين أولاً سواء، وقد اختلف النقلُ عن مالكٍ بالوجهين، والمشهور عنه رفع الصوت بالتكبير، وأن الخفض والقَصْد منه إنما هو فى التشهدين، وبه عَمِل الناسُ، وقذ اختُلِفَ عليه فى تأويل قوله فى المدوَّنة بالوجْهين، ولكن لا ينتهى الخفض لحدٍ يُخرِجُ عنَ الإعلام، وإنما يكون أخفض من غيرهِ (٥).

ولم يذكر مسلم: " الصلاة خير من النوم ". وذكره أبو داود وغيرُه أن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له حين عَلَّمَه الأذانَ: " فإذا كُنتَ فى صلاة الصبح فقل: الصلاة خير من النوم، مرتين " (٦)، وهو مشروع فى الصلاة، وبه قال جمهور العلماء إِلا أبا حنيفة.


= وبـ " أشهدُ أن محمداً رسولُ الله " مرَّةً، " ثم حىّ على الصلاة " مرةً، " ثُمَّ حى على الفلاح " مَرَّةً، ثُمَّ يرجع المؤذن فيمُد صوته ويقول: " أشهَدُ أن لا إله إِلا الله " الأذان كلهُ مَرَّتين مرَّتين إلى آخِرِه.
(١) سقط من الأصل، والمثبت من ت.
(٢) راجع: التمهيد ٢٤/ ٣١، ١٨/ ٣١٣، المغنى ١/ ٥٦، ٥٧، المنتقى ١/ ١٣٥.
(٣) فى الأصل: التشهيدين، والمثبت من ت.
(٤) أبو داود فى الصلاة، ب كيف الأذان، الترمذى فى الصلاة، ب ما جاء فى الترجيع فى الأذان.
(٥) المدونة ١/ ٥٧.
(٦) أبو داود الكتاب والباب السابقين، الترمذى الكتاب السابق، ب ما جاء فى التثويب فى الفجر.
وقد أخرج ابن أبى شيبة عن عطاءٍ قال: كان أبو محذورة يُؤذِّنُ لرسول الله ولأبى بكر ولعمر، فكان يقولُ فى أذانه: الصلاة خير من النوم. المصنف ١/ ٢٠٨، والسنن الكبرى ١/ ٤٢١.
وله عن بلال وأبى محذورة أنهما كانا يثوِّبان فى صلاة الفجر: الصلاةُ خيرٌ من النوم.
وقد أخرج ابن ماجة عن سعيد بن المسيب أنَّ بِلالاً أذَّن ذات ليلة، ثم جاء يُؤذِنُ النبى عليه السلام =

<<  <  ج: ص:  >  >>