للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زَادَ حَرْمَلَةُ فِى رِوَايَتِهِ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَقَدْ رَأَيْتُ رِجَالاً مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يُسَبِّحُونَ وَيُشِيرُونَ.

١٠٧ - (...) وحدّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ - يَعْنِى ابْنَ عِيَاضٍ. ح وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ. ح وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْن يُونُسَ، كُلُّهُمْ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِى صَالِحٍ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمَثْلِهِ.

ــ

ومعنى " التصفيح " فى رواية من رواه بمعنى " التصفيق "، قاله أبو على البغدادى، وصفته [هنا] (١) بالحاء الضرب بأصبعين من اليد اليمنى فى باطن الكف اليسرى وهو صفحها، وصفح كل شىء جانبه، وصفحتا السيف جانباه. وقيل: التصفيح: الضرب بظاهر إحداهما على الأخرى، والتصفيق: الضرب بباطن إحداهما على باطن الأخرى، قال الداودى: ويحتمل أن يكونوا ضربوا بأكفهم على أفخاذهم، قال غيره: التصفيح بأصبعين للإنذار والتنبيه، وبالقاف بالجميع للهو واللعب. وقد يحتج الداودى بتأويله بما جاء فى حديث معاوية بن الحكم (٢) بعد هذا: " فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم ليسكتوه " وقد جاء فى الحديث مفسرًا.

[وقوله] (٣): " كانوا يصيحون يسبحون ويشيرون ": هذا حكم التنبيه لإصلاح الصلاة بالإشارة إذا رآه الإمام، وبالتسبيح إذا لم يمكنه تنبيهه بالإشارة أو بَعُدَ منه.

وقوله: فى أبى بكر: " ورجع القهقرى ورآه حتى قام فى الصف " مثل قوله فى الحديث الآخر: " نكص على عقبية ليصل الصف " ومثل قوله فى الرواية الأخرى، وكله الرجوع إلى خلف، هذا حكم من رجع فى الصلاة لشىء أن يكون كذلك، ووجهه إلى القبلة، لا يستدبرها ولا يشرق ولا يغرب، وهذه هى صفة القهقرى والنكوص على العقب، على أن حديث أنس محتمل أن يكون أبو بكر لم يحرم بَعْدُ، بدليل قوله: " فذهب أبو بكر ليتقدم فقال نبى الله بالحجاب ".

وقوله: " فأومأ إلى أبى بكر ليتقدم " وقد قيل: يحتمل قوله أن يتقدم إلى مكانه الذى تأخر عنه، وفى رواية الزهرى فى هذا الحديث: " وهم صفوف فى الصلاة " فظاهره أنهم قد دخلوا فيها مع قوله: " فأشار إليهم أن أتموا صلاتكم "، فهذا أيضًا يدل أنهم قد كانوا عقدوا الإحرام، ولكن قيل: يحتمل أن معنى فى " الصلاة ": للصلاة، ويكون قوله: " أتمو صلاتكم ": أى على ما نويتموها من الائتمام بأبى بكر.


(١) ساقطة من ت.
(٢) السلمى، له صحبة، يعد من أهل الحجاز. وسيأتى قريباً إن شاء الله.
(٣) من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>