للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

" أَقِيمُوا الصَّفَّ فِى الصَّلَاةِ، فَإِنَّ إِقَامَةَ الصَّفِّ مِنْ حُسْنِ الصَّلَاةِ ".

١٢٧ - (٤٣٦) حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ. ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِى الْجَعْدِ الْغَطَفَانِىَّ قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ، أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وَجُوهِكُمْ ".

ــ

وقوله: " أو ليخالفن الله بين وجوهكم ": يحتمل أنه [يكون] (١) كقوله: " أن يحوّل الله صورته صورة حمار " (٢)، فيخالف بصفتهم إلى غيرها من المنسوخ، أو يخالف بوجه من لم يقم صفّه ويغير صورته عن وجه من أقامه، أو يخالف باختلاف صورها فى المسخ والتغيير (٣)، ومعنى " يمسح مناكبنا ": أى يعدّلنا ويسوّينا، كما قاله مفسرًا فى الحديث الآخر.

وقع فى سند هذا الحديث: ثنا (٤) القاسم بن زكريا (٥) ثنا عبيد الله بن موسى (٦)، عن إسرائيل (٧) عن فرات - يعنى القزاز (٨) - عن عبد الله، عن جابر، وهو وهْم، والصواب عبيد الله (٩) وهو ابن القبطية المذكور فى السند الآخر فى حديث أبى كريب (١٠) قبله.

وقوله: " إن تسوية الصفوف من تمام الصلاة "، وفى آخر: " من حسن الصلاة " دليل على أن تعديل الصفوف غير واجب، وأنه سنة مستحبة.

وقوله: " لِيَلَنِى منكم أولوا الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم "، الأحلام والنهى بمعنى وهى العقول، واحدها نهية؛ لأنه ينهى صاحبه عن الرذائل، وكذلك العقول تعقله


(١) من ت.
(٢) سبق فى الباب قبل السابق برقم (١١٥).
(٣) وقيل: المراد به العداوة لأن اختلاف الصفوف اختلاف فى الظاهر واختلاف الظاهر سبب فى اختلاف الباطن. والقداح - فى قوله فى حديث النعمان: " كأنما يسوى بها القداح " - هى خشب السهام حين تنحت واحدها قدح بكسر القاف - والمعنى أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يبالغ فى تسويتها حتى تصير كأنها السهام لشدة استوائها.
(٤) فى الأصل: فيه.
(٥) هو القاسم بن زكريا بن دينار القرشى، من أهل الكوفة. روى عنه مسلم والترمذى، والنسائى وابن ماجه.
مات سنة خمسين ومائتين. التهذيب ٦/ ٣١٤.
(٦) ابن باذام العبسى مولاهم، الكوفى توفى سنة ثلاث عشرة ومائتين. السابق.
(٧) إسرائيل بن يونس.
(٨) و (٩) ورد فى المطبوعة على الصواب، بغير إشارة إلى أصلها كما فعل القاضى.
(١٠) فى الأصل: الأشج، وفى ت: قريب - بالقاف - وهو وهم، والصواب ما أثبتناه، وهو الذى ورد فى الصحيح. فهو محمد بن العلاء بين كريب أبو كريب الهمدانى، من أهل الكوفة. مات سنة ثمان وأربعين ومائتين. رجال مسلم ٢/ ١٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>