للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:

ويُروى:

وما غلب القيسيّ من ضُعْفِ قُوَّةٍ

قال أبو العبّاس محمد بن يزيد: قال أبو عثمان المازنيّ: رأيتُ في كتاب سيبويه هذا البيت في باب الادغام (١). قال أبو عمرو: وهو للفرزدق قاله في رَجُلَيْن أحدُهما من قَيس، والآخر من عَنبَر، فسبق العنبريُّ، وكان اسمُه خالدًا. ومثله قوله [من الوافر]:

غداة طفت علماء ... إلخ

الشاهد فيه قوله: "علماء"، والمراد: "على الماء"، فحذفوا، فاعرفه.

تمّ شرح كتاب المفصّل للزمخشريّ، والحمدُ لله ربّ العالمين، وصلى الله على سيّدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه أجمعين


= المعنى: يريد أنَّ القيسي لم يغلب في السباق الذي جرى بينه وبين خالد لضعف القيسي، بل لأن خالدًا، نشأ على ظهر السفينة مع الملاحين بعيدًا عن العرب، علمًا أن السباق الذي جرى بينهما جرى على ظهر سفينة، وإشارته إلى نشأة خالد في الجر مع الملاحين فيها تعريضٌ بأنه ليس عربيًا خالصًا.
الإعراب: "وما": الواو: بحسب ما قبلها، "ما": نافية مهملة. "سُبِقَ": فعل ماضٍ مبنى للمجهول مبني على الفتح. "القيسي": نائب فاعل. "من سوءِ": جار ومجرور متعلّقان بـ "سُبِقَ". "سيرةٍ": مضاف إليه. "ولكن" حرف استئناف وحرف استدراك. "طفتْ": فعل ماضٍ والتاء للتأنيث. "علماء": جار ومجرور متعلقان بـ "طفت". "غُزلةُ": فاعل. "خالدٍ": مضاف إليه.
وجملة "سُبِقَ القيسي": بحسب الواو. وجملة "طفت غُزْلة": استئنافية لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "عَلْماء" حيث حذفت لام "على" وألفها وألف "الماء" تخفيفًا على غير قياس، فالأصل: عَلَى الماء.
(١) هذا البيت ليس في كتاب سيبويه؛ وهو في شرح أبيات سيبويه ٢/ ٤٣٥.

<<  <  ج: ص: