للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونحوهما، وقعت بالمضاف، والمضاف إليه، كما وقعت بالجملة في نحو: "تأبّط شرا"، و"بَرَقَ نَحْرُه". والتسميةُ في "رُوَيْدَكَ" وقعت بالاسم الأول وحدَه، بدليلِ أنّه يقع بعده الظاهرُ، فتقول: "رُوَيْدَ زيدًا"، وليس كذلك هذه الظروفُ.

فأما "حَذَرَكَ"، و"حِذارَك"، فلا أراه من هذا الباب، وإنّما هو من مصادر مضافةٍ إلى ما بعدها، فهي من باب "عَمْرَكَ الله"، و"قَعْدَكَ اللهَ"، وإنّما أوردها ها هنا؛ لأنّ فيها تحذيرا كالتحذير في "وراءَك"، "وأمامَكَ"، ونحوهما، فاعرفه.

[فصل [أسماء الأصوات]]

قال صاحب الكتاب: ومن الأصوات قول المنتدم والمتعجب: "وي" يقول: "وي ما أغفله! " ويقال "وي لمه". ومنه قوله تعالى: {ويكأنه لا يفلح الكافرون} (١) و"ضربه فما قال حس ولا بس"، و"مض": أن يتمطق بشفتيه عند رد المحتاج قال [من الرجز]:

٦٠٠ - سألتها الوصل فقالت مض

وفي أمثالهم "إن في مض لمطمعا" (٢)، و"بخ" عند الإعجاب, و"أخ" عند التكره قال العجاج [من الرجز]:

٦٠١ - وصار وصل الغانيات أخا

وروى: "كخا". و"هلا" زجر للخيل، و"عدس" للبغل، وبه سمي، و"هَيْدَ" بفتح


(١) القصص: ٨٢.
٦٠٠ - التخريج: الرجز بلا نسبة في الدرر ٥/ ٣٠٩؛ ولسان العرب ٧/ ٢٣٩ (مضض)؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٠٧؛ وتاج العروس ١٩/ ٦١ (مضض)؛ وتهذيب اللغة ١١/ ٤٨٣.
الإعراب: "سألتها": فعل ماض مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، و"ها": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول. "الوصل": مفعول به ثان منصوب بالفتحة الظاهرة. "فقالت": الفاء: عاطفة، و"قالت": فعل ماض مبني على الفتح، والتاء: للتأنيث لا محل لها من الإعراب."مِضّ": اسم صوت مبني على الكسر في محل نصب مفعول به.
وجملة "سألتها": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "قالت": معطوفة على سابقتها لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "مِض" حيث جاء اسم صوت بمعنى "لا".
(٢) ورد المثل في جمهرة اللغة ص ١٤٨؛ وزهر الأكم ١/ ١٣٠؛ ولسان العرب ٧/ ٢٣٣ (مضض)؛ ومجمع الأمثال ١/ ٥١؛ والمستقصى ١/ ٤١٣.
وأصل المثل أن يسأل الرجلُ الرجلَ الحاجة فيعوج شفتيه، فكأنّه يطمعه فيها.
٦٠١ - التخريج: الرجز للعجاج في ملحق ديوانه ٢/ ٢٨٠؛ وخزانة الأدب ٦/ ٤٢٦، ٤٢٧؛ وبلا نسبة في لسان العرب ٣/ ٣ (أضخ)؛ ومجالس ثعلب ٢/ ٤٥١. =

<<  <  ج: ص:  >  >>