للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهم قد يصفون بالأسماء على تخيُّل معنى الوصفية فيها، نحوَ قولك: "ليلة غَمٌّ"، أي: مُظْلِمَةٌ، و"امرأةٌ كَلْبَةٌ" على معنَى: دَنِيّة. ولو كان "ربعة" صفةٌ في الأصل، لفُصل به بين المذكّر والمؤنّث بحذف التاء، كما تقول: "رجلٌ عالمٌ"، و"امرأةٌ عالمةٌ". وقالوا: "العَبَلاتُ" بالفتح لقوم من قُرَيْش سُقوا بذلك, لأنّ أُمّهم كان اسمها "عَبْلَةَ"، والصفةُ إذا سمّي بها، خرجت عن حكم الصفة، وجُمعت جمعَ الأسماء، ولذلك قالوا: "الأحاوصُ"، فاعرفه.

[فصل [جمع المؤنث الساكن الوسط غير المنتهي بالتاء]]

قال صاحب الكتاب: وحكم المؤنث مما لا تاء فيه كالذي فيه التاء. وقالوا: "أرضاتٌ", و"أهلات" في جمع "أهل" و"أرض". قال [من الطويل]:

٧٣٠ - فهم أهلات حول قيس بن عاصم ... [إذا أدلجوا بالليل يدعون كوثرا]

وقالوا: "عرساتٌ", و"عيراتٌ" في جمع "عرسٍ", و"عير". قال الكميت [من الخفيف]:

٧٣١ - عيرات الفعال والسؤدد العدد ... إليهم محطوطة الأعكام

* * *


٧٣٠ - التخريج: البيت للمخبل السعديّ في ديوانه ص ٢٩٤؛ والأشباه والنظائر ٥/ ١٣٣؛ وخزانة الأدب ٨/ ٩٦، ٩٩؛ ولسان العرب ١١/ ٢٨ (أهل)؛ وبلا نسبة في الاشتقاق ص ١٢٣.
اللغة: أدلجوا: ساروا بإبلهم ليلًا. يدعون كوثراً: يحدون إبلهم بكلمة "كوثر" إشارة إلى الممدوح، وهي كلمة يُكَنَّى بها عن الجواد الكثير العطاء.
المعنى: يشير إلى اجتماع أحياء سعد حَول سيدهم قيس بن عاصم، كما يشير إلى أنهم يحدون إبلهم بمدح سيدهم هذا، وبوصفه بالجود.
الإعراب: "فهم": الفاء بحسب ما قبلها، و"هم": ضمير متصل مبني في محل رفع مبتدأ. "أهلاتُ": خبر مرفوع. "حولَ": مفعول فيه ظرف مكان منصوب متعلق بصفة لِـ"أهلات". "قيس": مضاف إليه مجرور. "ابن": صفة لِـ "قيس" مجرورة، وهو مضاف. "عاصم": مضاف إليه مجرور. "إذا": اسم شرط غير جازم مبنيّ على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بالفعل "يدعون". "أدلجوا": فعل ماضٍ مبني على الضم، والواو ضمير متصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل، والألف: فارقة. "بالليل": جارّ ومحرور متعلقان بالفعل "أدلجوا". "يدعونَ": فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو: ضمير متصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل. "كوثرًا": مفعول به منصوب.
وجملة "هم أهلات": بحسب الفاء. وجملة "إذا أدلجوا ... يدعون": استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "أدلجوا": مضاف إليها محلها الجر. وجملة "يدعون": جَوَاب شرط غير جازم لا محلّ لها من الإعراب.
والشاهد فيه جمع "أهل" على "أهَلات" بالألف والتاء. وتحريك الحرف الثاني، حملًا لِـ "أهل" على معنى الجماعة، ووجه تحريك الهاء تشبيهه بـ"أرَضات" لأنّ في الجمع معنى التأنيث، ولأن حكم ما يجمع بالألف والتاء من باب "فَعْلة"، وكان من الأسماء، أَن يحرك ثانيه، نحو: "جَفْنَةَ" و"جَفَنات".
٧٣١ - التخريج: البيت للكميت؛ وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ١/ ٣٤٦.=

<<  <  ج: ص:  >  >>