للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعُرف خويلدٌ بـ"الصعق"، وغلب عليه حتى إذا قيل: "الصعق"، لا يُفْهَم سِواه، ولا يسبق الوهمُ إلى غيره ممّن أصابته صاعقةٌ. وعُرف ابنُه "يزيد" بـ "ابن الصعق" لشُهْرته، وكان أفضلَ وُلْده مالاً، وأغزرهم جُودًا، وأكثرَهم حُروبًا ووَقائعَ، فلذلك إذا قيل: "ابنُ الصعق" لا يذهب الذهاب إلى غيره من بني أبيه إلَّا بقَيدٍ أو قرينةٍ.

وكذلك إذا قالوا: "ابن رَأْلانَ". هو"ابن رألان الطائيُّ السِّنْبِسىُّ"، لا يسبق الوهم إلى غيره من إخوته.

ومن ذلك: "ابن كُراعَ العُكْلِيُّ"، لا ينصرف الوهم إلى غيره من بني كراع، وذلك لغلبة الاستعمال. فجرت هذه الأسماء مجرى الأعلام في التعريف، وإن لم تكنها لِما ذكرناه.

[فصل [دخول لام التعريف علي الأعلام]]

قال صاحب الكتاب: "وبعض الأعلام يدخله لام التعريف وذلك على نوعين: لازمٌ, وغير لازم. فاللازم في نحو: "النَّجم" للثُّرَيَّا, و"الصَّعِق", وغير ذلك مما غلب من الشائعة, ألا ترى إنهما, هكذا معرَّفين باللام, اسمان لكل نجم عهده المخاطِبُ والمخاطَبُ, ولكل معهود ممن أصيب بالصاعقة, ثم غلب "النجم" على الثريا, و"الصعقُ" على خويلد بن نفيل بن عمرو بن كلاب".

* * *

قال الشارح: اعلم أن هذه الأسماء التي ذكرها بالألف واللام من قبيل الأعلام في الشهرة وإفادة التعريف. وهي على ضربَيْن، منها ما يلزمه الألفُ واللامُ، ولا يفارقانه، ومنها ما لا يلزمه، بل أنت مخيَّرٌ في إثباتها وإسقاطها.

فالأوّل نحو قولهم: "النَّجْمُ " للثُّرَيَّا، و"الصَّعِقُ" لخُوَيْلِدٍ. و"النجم" أصله نجم لواحد النجوم، ثمْ أُدخل عليه الألف واللام، فقالوا: "النجم" لأيِّ نجم كان بين المخاطِبين فيه عهدٌ، ثم غلب على الثريّا لكثرة الاستعمال. قال الهُذَليّ [من الكَامل]:

٧٣ - فَوَرَدْنَ والعيُّوقُ مَقْعَدَ رَابِىءِ ... الضُّرَباءِ خَلْفَ النَّجْمِ لايَتَتَلّعُ


٧٣ - التخريج: البيت لأبي ذؤيب الهذلي في خزانة الأدب ١/ ٤١٨، ٤٢١؛ وشرح اختيارات المفضل ص ١٧٠٢؛ وشرح أشعار الهذليين ١/ ١٩؛ ولسان العرب ١/ ٤٢٦ (رقب)، ٥٤٨ (ضرب)، ٨/ ٣٦ (تلع)، ١٠/ ٢٨٠ (عوق)، ١٢/ ٥٦٩ (نجم)، ٥٧٩ (نظم)؛ والمحتسب ٢/ ٢٤٧؛ والمعاني الكبير ص ١١٤٨؛ وللهذلي المقتضب ٤/ ٣٤٤.
اللغة: العَيُّوق: كوكب أحمر. والرابىء: من "رَبَأ" بمعنى علا وارتفع، وأشرف، ورابىء الضرباء هو =

<<  <  ج: ص:  >  >>