للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فصل]

قال صاحب الكتاب: وتقول كم غيره لك، وكم مثله لك، وكم خيراً منه لك، وكم غيره مثله لك، تجعل مثله لـ "غيره", فتنصبه نصبه.

* * *

قال الشارح: تقول: "كم غيرَه لك"، و"كم مثلَه لك". كل ذلك جائزٌ، فتكون "كم" في موضعِ مبتدأ، و"لَكَ" الخبرَ، و"غيرَه"، و"مثلَه" ينتصبان بـ "كم" لأنّهما نكرتان، وإن كانا مضافيْن، وقد مضى تفسيرُهما، وكذلك يجوز أن يُفسِّرهما العددُ من نحو "عشرين"، و"ثلاثين" فيما حكاه سيبويه عن يونس (١). وتقول": "كم خيرًا منه لك"؛ لأنّ "خيرًا" نكرةٌ، وإن قاربت المعرفةَ. وتقول: "كم غيرَه مثلَه لك"، فتنصب "غيرًا" بـ "كم"، وتنصب "مثلَه" لأنّه صفةٌ لِـ "غيرٍ"، فينتصب انتصابَه.

[فصل [أوجه إعراب الاسم بعد "كم" في قول للفرزدق]]

قال صاحب الكتاب: وقد ينشد بيت الفرزدق [من الكامل]:

٦٧٤ - كم عمة لك يا جرير وخالة ... فدعاء قد حلبت عليَّ عشاري

على ثلاثة أوجه: النصب على الاستفهام، والجر على الخبر، والرفع على معنى "كم مرة حلبت علي عماتك".

* * *


(١) الكتاب ٢/ ١٥٩.
٦٧٤ - التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه ١/ ٣٦١؛ والأشباه والنظائر ٨/ ١٢٣؛ وخزانة الأدب ٦/ ٤٥٨، ٤٨٩، ٤٩٢، ٤٩٣، ٤٩٥، ٤٩٨؛ والدرر ٤/ ٤٥؛ وشرح التصريح ٢/ ٢٨٠؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٥١١؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٥٣٦؛ والكتاب ٢/ ٧٢، ١٦٢، ١٦٦؛ ولسان العرب ٤/ ٥٧٣ (عشر)؛ واللمع ص ٢٢٨؛ ومغني اللبيب ١/ ١٨٥؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٤٨٩؛ وبلا نسبة في سرّ صناعة الإعراب ١/ ٣٣١؛ وشرح الأشموني ١/ ٩٨؛ وشرح ابن عقيل ص ١١٦؛ ولسان العرب ١٢/ ٥٢٨ (كمم)؛ والمقتضب ٣/ ٥٨؛ والمقرب ١/ ٣١٢؛ وهمع الهوامع ١/ ٢٥٤.
اللغة: الفدعاء: التي اعوجّت أصابعها من الحلب، أو التي اعوجّت مفاصلها. العشار: الناقة التي عمرها عشر أشهر، أو التي أتى عليها عشرة أشهر من زمان حلبها.
المعنى: إنّ لك يا جرير كثيرًا من العمّات والخالات الفدعاوات قد عملن عندي في حلب نوقي، أو في رعي ماشيتي.
الإعراب: تروى "عمّة"، و"خالة": مرفوعتين ومجرورتين ومنصوبتين. فإن رويتهما مرفوعتين، فيجوز في "كم" أن تكون خبرية، أو استفهامية تهكّميّة في محلّ نصب مفعول مطلق، أو ظرف زمان =

<<  <  ج: ص:  >  >>