للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بِسمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ

[الحال]

قال صاحب الكتاب: "شبه الحال بالمفعول من حيث أنها فضلة مثله, جاءت بعد مضي الجملة. ولها بالظرف شبه خاصٌّ من حيث أنها مفعولٌ فيها, ومجيئها لبيان هيئة الفاعل, أو المفعول, وذلك قولك: "ضربت زيدًا قائمًا تجعله حالًا من أيهما شئت وقد تكون منهما ضربةً على الجمع والتفريق كقولك: "لقيته راكبين". قال عنترة [من الوافر]:

٢٧٥ - متى ما تلقني فردين ترجف ... روانف أليتيك وتُستطارا

و"لقيته مصعدًا ومنحدرًا"".

* * *


٢٧٥ - التخريج: البيت لعنترة في ديوانه ص ٢٣٤؛ وخزانة الأدب ٤/ ٢٩٧، ٧/ ٥٠٧، ٥١٤، ٥٥٣، ٨/ ٢٢؛ والدرر ٥/ ٩٤؛ وشرح شواهد الشافية ص ٥٠٥؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٤٦٠؛ ولسان العرب ٤/ ٥١٣ (طير)، ١٤/ ٤٣ (ألا)، ٢٣١ (خصا)؛ والمقاصد النحويَّة ٣/ ١٧٤؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص ١٩١؛ وأمالي ابن الحاجب ١/ ٤٥١؛ وشرح الأشموني ٣/ ٥٧٩؛ وشرح شافية ابن الحاجب ٣/ ٣٠١؛ ولسان العرب ٩/ ١٢٧ (رنف)؛ وهمع الهوامع ٢/ ٦٣.
اللغة: فردين: منفردين. ترجف: تضطرب.
المعنى: يهجو الشاعر عمارة بن زياد، وكان يحسد عنترة ويقول لقومه: إنكم أكثرتم من ذكره، والله لوددت أني لقيته خاليًا حتى أعلمكم أنّه عبد، وكان عمارة جوادًا كثير الإبل، مضيعًا لماله مع جوده، وكان عنترة لا يكاد يمسك إبلا إلّا ويعطيها إخوته، ويقسمها، فبلغه ما قال عمارة؛ فقال فيه: إذا التقينا منفردين ترتعد فرائصك، وترتجف أليتيك، وتكادان تطيران من الخوف.
الإعراب: "متى": اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول فيه، متعلق بالجواب. "ما": زائدة. "تلقني": فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلّة، والنون: للوقاية، والياء: ضمير متصل مبني في محلّ نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. "فردين": حال منصوبة بالياء لأنّها مثنَى. "ترجف": فعل مضارع مجزوم لأنّه جواب الشرط. "روانف": فاعل مرفوع، وهو مضاف. "أليتيك": مضاف إليه مجرور بالياء لأنّه مثنّى، وهو مضاف، والكاف: ضمير متصل مبني في محلّ جرّ بالإضافة. "وتستطارا": الواو: حرف عطف، "تستطارا": فعل مضارع مجزوم بحذف النون، مبني للمجهول، والألف: ضمير متصل مبنيّ في محلّ رفع نائب فاعل؛ ويجوز أنّ يكون مبنيًّا على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المنقلبة ألفًا، والأصل: "تستطارن".

<<  <  ج: ص:  >  >>