للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي؛ المُسْمِع، والمراد أنّه يصف وحشيًّا، وأنّها نظرت إلى برق مستمطر دالّ إلى الغَيْث يُكِل المَوْهِنَ بدَوِيه وتَوالي لَمَعانه، كما يقال: "أتعبتَ ليلتَك"، أي: سرتَ فيها سيرًا مُتعِبًا، والمَوْهِن: وقتٌ من الليل، فشآها ذلك البرقُ، أي: شاقها، وأزعجها، فباتت طَرِبَةَ إليه منقلِبةً نحوه، وهذا واضح.

فصل [عمل اسم الفاعل المثنّى والمجموع]

قال صاحب الكتاب: وما ثني من ذلك وجمع مصححاً أو مكسراً يعمل عمل المفرد, كقولك: هما ضاربان زيداً، وهم ضاربون عمراً، وهم قطان مكة، وهن حواج بيت الله، و [من الكامل]:

٩٠٥ - [ممن حملن به وهن] عواقد ... حبك النطاق [فشب غير مهبل]


= اللغة والمعنى: "ريحانة": اسم محبوبته، أو اسم موضع. يؤرقني: يجعل النوم بعيدًا عن عيني. الهجوع: النائمون.
هل يناديني منادٍ من ريحانة، إنه مسموع عندي، وقد أبعد عني النومَ، بينما يغط أصحابي في نومهم.
الإعراب: "أمن ريحانة": الهمزة: حرف استفهام. "من ريحانة": جار ومجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف، متعلقان بـ"يؤرقني". "الداعي": مبتدأ مرفوع بضمة مقدّرة على الياء. "السميع": نعت "الداعي" مرفوع بالضمة. "يؤرقني": فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر جوازًا تقديره: هو، والنون: للوقاية، والياء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "وأصحابي": الواو: حالية، "أصحاب": مبتدأ مرفوع بضمّة مقدّرة على ما قبل ياء المتكلم، والياء: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه. "هجوع": خبر مرفوع بالضمّة.
وجملة "الداعي ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يؤرقني": في محل رفع خبر.
وجملة "أصحابي هجوع": في محل نصب حال.
والشاهد فيه قوله: "السميع" بمعنى المسمع.
٩٠٥ - التخريج: البيت لأبي كبير الهذلي في خزانة الأدب ٨/ ١٩٢، ١٩٣، ١٩٤؛ وشرح أشعار الهذليين ص١٠٧٢؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص٨٥؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٢٢٧، ٢/ ٩٦٣؛ والشعر والشعراء ٢/ ٦٧٥؛ والكتاب ١/ ١٠٩؛ ولسان العرب ١١/ ٦٨٨ (هبل)؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٥٥٨؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص٣٥٦؛ وشرح الأشموني ٢/ ٣٤٣؛ ومغني اللبيب ٣/ ٦٨٦.
اللغة: حملن: الضمير يعود إلى النساء وإن لم يجر لهن ذكر. الحُبُك: الطرائق. النطاق: الإزار، ما تشد المرأة به وسطها. شَبَّ: قوي وترعرع. المُهبَّل: المدعو عليه بالهبل وهو الثكل، وقيل: هو المعتوه الذي لا يتماسك.
المعنى: إن هذا الفتى من الفتيان الذين حملت أمهاتهم بهم وهن غير مستعدات للفراش، فنشا محمودًا مرضيًّا.=

<<  <  ج: ص:  >  >>