للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على غيرِ واحده. والنَقانِق: أصوات الضَفادِع، واحدُها نَقنَقَةٌ. وأنشد أيضًا [من البسيط]:

لها أشارير ... إلخ (١)

فأراد: الثعالب، وأرانِبها، فاضطُرّ إلى الإسكان، فلم يُمكِنه ذلك، فأبدل من الباء ياء ساكنة في موضع الجر. يصف عُقابًا، والأشارِيرُ: جمعُ إشرارةٍ، وهي: القطعة من اللحم تُجفَّف للادّخار. ومعنى "مُتَمَّرَة": مُجفَّفةٌ، من التمر، يريد: بقّاها في وَكرها حتى تجِفَّ لكثرتها، والوَخْز: القطعُ من اللحم، وأصل الوخز الطعنُ الخفيف، يريد ما يقطعه من اللحم بسرعة؛ وأما قوله [من الوافر]:

إذا ما عدّ أربعة ... إلخ (٢)

أراد سادِسًا، فأبدل من السين ياء ضرورة. ومثله قول الراجز:

يَفدِيكَ يا زُرْعَ أبي وخالي ... قد مَرّ يَومان وهذا الثالي

وأنَتَ بالهِجران لا تُبالِي (٣)

فإنه أبدل من الثاء الثانية ياء، كأنه كره بابَ "سَلِسَ" و"قَلِقَ"، فاعرفه.

[فصل [إبدال الواو]]

قال صاحب الكتاب: والواو تبدل من أختيها ومن الهمزة. فإبدالها من الألف في نحو ضوارب وضويرب تصغير ضيرات مصدر ضاربَ، وأوادم وأويدم ورحويَّ وعصويّ وإلوان تثنية "إلى" إسمًا. ومن الياء في نحو موقن وطوبى مما سكن ياؤه غير مدغمة وانضم ما قبلها، وفي بقوي وبوطر من بيطر، وهذا أمر ممضو عليه، وهو نهو عن المنكر وفي جباوة. ومن الهمزة في نحو جونة وجون كما سلف في تخفيفها.

* * *

قال الشارح: وأمّا إبدال الواو، فقد أبدلت من أختيها ومن الهمزة. والمراد بقولنا: "أختيها" الألفُ والياء، لأنهن جميعًا من حروف المدّ واللين، وقد مَثَّلَ بأمثلة (٤) متعددة، وعلة كل واحد منها غير الأخرى، لكنه جمع بينهن الانقلابُ من الياء إلى الواو، وأنا أشرح ذلك شيئًا فشيئًا.

وأما إبدالها من الألف ففي نحو: "فاعِلٍ"، و"فاعَلٍ"، و"فاعُول"، و"فاعالٍ"، وذلك نحو "ضارِب"، و"خاتَمٍ"، و"عاقُولٍ"، و"ساباطٍ"، فمتى أردتَ تحقيرَ شيء من


(١) تقدم بالرقم ١٢٩٢.
(٢) تقدم بالرقم ١٢٩٣.
(٣) تقدم بالرقم ١٢٩٤.
(٤) في الطبعتين: "وقد مَثّل ما مَثّله"، ولعلّه تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>