للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اجتمعت الدال والتاء، وبيمهما تقاربٌ في المَخرج, أبدلوا الدال تاءً لتوافُقهما في الهمس، ثمّ ادْغموا التاء في التاء، فقالوا: "سِتٌّ". وأمّا قول الشاعر أنشده أحمد بن يَحْيى [من الرجز]:

يا قاتل الله ... إلخ (١)

فإنّه أراد: الناس، وأكياس، وإنّما أبدل من السين تاءً لتوافُقهما في الهمس، وأنّهما من حروف الزيادة، وهي مجاوِرةٌ لها في المخرج توسُّعًا في اللغة، وقد أبدلوها منها في "طَسْتٍ"، وأصله "طَسٌّ"؛ لقولهم في التصغير. "طُسَيْسٌ"، وفي التكسير: "طِساسٌ". وقد أبدلوها من الصاد في "لِصٍّ"، وذلك أنهم قالوا: "لَصٌّ"، و"لُصٌّ"، و"لِصٌّ"، و"لُصْتٌ"، وأصله الصاد، والتاء مبدلة منها. يدل على ذلك قولهم: "تَلصّص عليهم"، و"هو بيّنُ اللُصوصيّة"، و"أرضٌ مَلَصَّةٌ": ذاتُ لُصوصِ. وقالوا في الجمع: "لُصوصٌ". وربّما قالوا: "لُصوتٌ". قال الشاعر [من الكامل]:

فتَرَكْنَ نَهْلًا عُيَّلًا أبناؤها ... وبَنِي كِنانَةَ كاللُّصُوت المُرَّدِ (٢)

ومن قال ذلك جعله لغةً, لأنّها مبدلة من الصاد، واشتقاقُه من "اللَّصَص"، وهو تضايُقُ ما بين الأسنان، كأن اللصّ يُضايِق نفسَه ويُصغِّرها لئلاّ يُرَى.

وقالوا: "الذعاليت" بمعنى الذعالِيب بالباء المعجمة من تحت، وهي قِطَعُ الخِرَق والأخلاقِ. قال الشاعر [من الرجز]:

١٣١٦ - مُنْسَرِحًا عنه ذَعالِيبُ الخِرَقْ

واحدُاها: ذُعْلُوبٌ، فالتاء بدلٌ من الباء.

[فصل [إبدال الهاء]]

قال صاحب الكتاب: والهاء أبدلت من الهمزة والألف والياء والتاء. فإبدالها من


(١) تقدم بالرقم ١٣١٠.
(٢) تقدم بالرقم ١٣١١.
١٣١٦ - التخريج: الرجز لرؤبة في ديوانه ص١٠٥؛ وخزانة الأدب ١٠/ ١٧٩، ١٨٠؛ وشرح شواهد الشافعية ص ٤٧٣؛ ولسان العرب ١/ ٣٨٨ (ذعلب)، ٢/ ٤٨٠ (سرح).
اللغة: (منسرحًا): منفلتًا للرعي. أراد: مبتعدًا عن قطع الخرق.
الإعراب: "منسرحًا": حال منصوب بالفتحة. "عنه": جارّ ومجرور متعلّقان بالحال قبلهما. "ذعاليب": فاعل لاسم المفعول "منسرح" مرفوع بالضمّة، وهو مضاف. "الخرق": مضاف إليه مجرور بالكسرة، وسكّن لضرورة الوزن.
والشاهد فيه قوله: "ذعاليب" حيث جاء بالبيت على أنها الأصل وأن "ذعاليت" مبدلة منها.

<<  <  ج: ص:  >  >>