للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"البُهْمَى": نبتٌ يُشبِه رأسُه سُنْبُلَ الزَّرْع، وليس إيّاه. و"الطرفاء": شجرٌ مُرٌّ. و"الحلفاء": نبتٌ في الماء، لا واحد لـ"طرفاء"، و"حلفاء". قال سيبويه (١): "الطرفاء" واحدٌ وجمعٌ. يريد أن هذا اللفظ يُستعمل للواحد والجمع، فإذا أريد به الواحد، مُيّز بالصفة على ما ذكرنا. وقد ذكر بعضهم أنّ واحد "طرفاء": "طَرَفَةٌ" بفتح الراء، وكذلك واحدُ "القَصْباء": "قَصَبَةٌ"، وأمّا "الحلفاء"؛ فقال الأصمعيّ: الواحد "حَلِفَةٌ" بالكسر، وقال أبو زيد والفرّاء: "حَلَفَةٌ" بالفتح، كـ"طَرَفةٍ"، و"قَصَبةٍ".

[فصل [حمل الشيء علي غيره في الجمع]]

قال صاحب الكتاب: ويحمل الشيء على غيره في المعنى, فيُجمع جمعه, نحو قولهم: "مرضى" و"هلكى" و"موتى" و"جربى" و"حمقى"، حملت على "قتلى" و"جرحى" و"عقرى" و"لدغى" ونحوها مما هو "فعيل" بمعنى "مفعول"، وكذلك "أيامي" و"يتامى" محمولان على "وجاعي" و"حباطي".

* * *

قال الشارح: اعلم أن الشيء يُحمَل على الشيء لمناسبةٍ بينهما، إما من جهة اللفظ، وإما من جهة المعنى. وقد تقدّم من ذلك كثيرٌ في التكسير. وهذه الأسماء حُملت على غيرها لتقارُبهما في المعنى؛ وذلك أن هذا البناء من الجمع إنّما يجمع عليه "فَعِيلٌ" إذا كان في معنى "مَفْعول"، وذلك بأنّ فعْله ممّا لم يُسمّ فاعله من نحو: "قَتِيل"، و"جَرِيحٍ". ألا ترى أنّ تقديره: قُتِلَ فهو قتيلٌ، وجُرِحَ فهو جَرِيحٌ.


= اللغة: أنماط: جمع نَمَط وهو ثوب من صوف ملوّن يطرح على الهودج. النور: الزهر. الحنوة: نبت طيّب الرائحة. الجرجار: صوت الرعد، أو ترديد صوت الماء في الحلق، ولعلّه نبت طيب الرائحة كذلك.
الإعراب: "وكأن": الواو: بحسب ما قبلها، "كأن": حرف مشبّه بالفعل. "أنماط": اسم "كأن" منصوب بالفتحة، وهو مضاف. "المدينة": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "حولها": مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محلّ جرّ مضاف إليه متعلق بخبر "كأن" المحذوف. "من نور": جاز ومجرور متعلّقان بخبر "كأن" المحذوف. "حنوتها": مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محلّ جرّ مضاف إليه. "ومن جرجارها": الواو: حرف عطف، "من جرجار": جارّ ومجرور متعلّقان بخبر "كأن" المحذوف، و"ها": ضمير متصل مبني في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة "كان أنماط ... ": بحسب الواو.
والشاهد فيه قوله: "حنوتها" وأراد بها الجمع، ولو أراد المفرد، لقال: حنوة واحدة.
(١) الكتاب ٣/ ٥٩٦؛ وفيه: "وطرفاء للجميع، وطرفاء واحدة".

<<  <  ج: ص:  >  >>